أصبحت ظاهرة الإبتزاز عبر مواقع التواصل الإجتماعي ظاهرة مؤلمة وخطيرة وانتشرت في الأونة الأخيرة انتشارا كبيرا على يد المنحرفين والخارجين على القانون والذين يسقطون الفتيات والنساء فى شباكهم بالكلام المعسول ، والوعود الكاذبة ، ثم تمضي الحكاية الى نهايتها المحتومة ، الفضيحة أو الصمت مقابل المال . قديما" لم يكن الابتزار بهذه الصورة السافرة، قد كانت حالات فريدة وبسيطة عن طريق النصب أو البلطجة ، لكن ثقافة العولمة وثورة المعلومات أدخلت وسائل ابتزازية جديدة لم تكن في الحسبان فصارت غرف الدردشة والهواتف النقالة ، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مرتعا خصبا للصيادين المنحرفين فأصبحت جريمة الابتزاز مرتبطة بالعالم الالكتروني لتصبح تجارة رائجة للمنحرفين والمنحرفات . تعدى الأمر أكثر من ذلك ليصبح الابتزاز الالكتروني وسيلة للانتقام بين الشبان والشابات. وحدوث ذلك يخلق لنا مساحة من الرعب الاجتماعي وارتفاع معدل الحذر، ليس بين أصحاب العلاقات المشبوهة بل بين أصحاب العلاقات الطبيعية مثل علاقات العمل أو الزمالة أو التواصل الإنساني. وذلك لسهولة الوصول إلى خصوصيات الآخرين عن طريق بعض البرامج المشبوهة التي يستطيع أي شخص الحصول على الصور أو المعلومات الخاصة من خلالها. وعن تجربة شخصية : فقد تعرضت أكثر من مرة لمحاولة ايقاعي من هؤلاء المجرمين لاكون فريسة في شباك انتهازهم الحبيث : لكن الله سلم – وكان أخرها قبل شهر تقريبا – عندما حاولت فتاة عبر الشات علي الفيس بوك ايقاعي في بؤرة اجرامهم ، وطالبت بمحاولات مستميتة التواصل معى صوت وصورة عبر الايموا لممارسة الفجور، وأرسلت رقم هاتف حقيقي لها : لكنني تذكرت نبي الله " يوسف " عليه السلام " قال معاذ الله انه ربي أحسن مثواي انه لا يفلح الظالمون " وها هو شاب يتواصل عبر الشات مع فتاة . وبعد التواصل والمحاولات المستميتة يطلب منها أن تريه صورها بالكاميرا ، وبعد فترة تطلب منه الفتاة أن يريها صور ومقاطع خليعة له . فيقع الشاب فريسا" ، ويريها نفسه عاريا" تماما" ، وفى أوضاع مخزيه . وهنا يبدأ مسلسل الإبتزاز ، لأن الطرف الأخر يتضح أنه شابا" أخر منحرف وليس فتاة . وتلك الصور والمقاطع الخليعة إنما هى لساقطات مسجلة عبر أجهزة التكنولوجيا المختلفة ، وبذلك يقع الشاب فى المحظور . ويصبح صيدا" سهلا" للابتزاز . أما المخيف و المقلق ما انتشر مؤخراً ووجود "فتيات" يعرضن بعض الصور المُخلة بالآداب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء في "فيس بوك" أو "تويتر" أو "سكاي بي"، من أجل إغراء الشباب، ومن ثم الدخول معهم في محادثات عبر الفيديو، وهو ما يجعل البعض يندفع بكل مشاعره، وربما تجرد من بعض القيم لإشباع غريزته، وهنا تستغل الفتاة الموقف لابتزاز الشاب بأي مبلغ مادي أو نشر المقاطع، ليقع في مصيدة: "إدفع وإلاّ ترى…."! من هذه القصص ( منقول عبر الصحف والمجلات ) —————————————————— تقول ( م.ع ) لقد كدت أن أقع في فخ خبيث من قبل أحد الفنيين بمحل لبيع وتصليح الهواتف المحمولة، حيث أصاب جوالي عطل مفاجئ، فذهبت لإصلاحه بذلك المحل، وقد كانت عليه صوري، وصور عائلتي، وأخبرني الفني أن إصلاحه سوف يأخذ وقتا كبيرا، كما أنه مشغول في الوقت الحالي، ويمكنني أن أتركه وأمر عليه بعد يوم لأستلمه بعد إصلاحه، ولم أدرك أهمية أن انتزع ذاكرة الهاتف التي تحتوي صوري الخاصة. وبعد فترة من استلام الجهاز وردتني رسائل وسائط من رقم جوال البائع تحمل صورا لي، ويطلب خلالها الصداقة والتقرب وأنه على استعداد تام لتلبيه طلباتي، وعلى الفور أخبرت أبي وأمي بما حدث، فقاما بإبلاغ الشرطة التي تعاملت مع البائع واقتصت منه بعدما تم تحرير محضر ضده. أما ( د.أ ) فتحكي عن تعرضها لعملية ابتزاز من قبل شاب تقدم لخطبتها في وقت سابق تقول:"كانت الأمور في بدايتها تسير بشكل جيد، إلا أنه مع الوقت بدأت تظهر تصرفات غير مسؤولة منه تنم عن سوء أخلاق، وتعددت المشاجرات والخلافات ببينه وبين أهلي، فقرر أبي فسخ خطبتنا وهنا تحول هذا الشاب تماما، وقام بتهديده بنشر صوري الخاصة وصور خطوبتنا ومقاطع الفيديو الخاصة بنا على الإنترنت وتوزيعها علي أصدقائه ومعارفنا والتسبب في فضيحتنا، وهنا تمسك أبي بموقفه أكثر واستخدم أساليب قاسية مع هذا الفتى حتى ألزمه حدوده. تقول ( أ. ف) كنت مشتركة في موقع "الفيس بوك" وأراد رجل أن يدخل باسم فتاة، وأرسل إضافة لي على أنه فتاة، فقبلت الإضافة وتبادلنا الأحاديث، وأخذ عنوان البريد الالكتروني الخاص بي، وبدأ يتكلم معي في برامج المحادثة والشات على أنه فتاة لفترة طويلة، وتمكن من اختراق بريدي الإلكتروني وحصل على صوري الخاصة وقام بتركيبها على صور عارية، ثم بدأ في ابتزازي طالبا مني إيداع مبلغ من المال في حسابه وإلا سينشر تلك الصور العارية على مواقع اليوتيوب بالإنترنت، وقد قمت بالفعل بتحويل المبالغ المطلوبة على أمل أن يعدل عن أفعاله، وقررت بعدها التوقف نهائيا عن استخدام تلك المواقع .