الفاتيكان- (أ ف ب): احتفل الكاتوليك في العالم الخميس بعيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة في العواصم كما هو الحال في باريس بسبب تهديدات جهادية وايضا في الفاتيكان حيث دعا البابا فرنسيس الى التحلي ب"البساطة" خلال قداس منتصف الليل التقليدي. وقال البابا امام آلاف المؤمنين في كنيسة القديس بطرس "في مجتمع شديد التعلق بالاستهلاك والمتعة والرخاء والفخامة وبالمظاهر والنرجسية، فان الله يدعونا إلى التحلي بالسلوك البسيط المعتدل والمتناسق والقادر على ادراك ما هو اساسي وعيشه". واضاف "في عالم كثيرا ما يكون قاسيا مع الآثم ورخوا مع الاثم ، يجب العمل على تنمية الحس بالعدالة". وبدا البابا (79 عاما) متعبا وشاحبا وكان يتحدث بصوت خافت بعد ان اصيب بانفلونزا رفعت حرارة جسمه لعدة أيام. وفي نهاية الموكب رافق 16 طفلا من الدول التي زارها البابا هذا العام وبيدهم باقات ورود البابا وهو يحمل تمثال يسوع لوضعه في معلف اقيم في كنيسة القديس بطرس. - عنف في الضفة الغربيةالمحتلة- ولم يحضر الزوار بأعداد كبيرة إلى ساحة القديس بطرس نهارا خشية حدوث عمل ارهابي. وانتشر جنود وشرطيون وعناصر درك في كامل الحي المحيط بالفاتيكان. وياتي الاحتفال بهذه المناسبة المسيحية في ظرف دولي متوتر خصوصا بسبب تهديدات جهادية. وقبل ذلك بدأ المسيحيون الاحتفال بعيد الميلاد في بيت لحم مع وصول موكب بطريرك اللاتين قبل قداس منتصف الليل التقليدي، على خلفية اعمال عنف دامية بين الفلسطينيين والاسرائيليين شهدت تصعيدا في الاشهر الثلاثة الاخيرة. وفي يوم من الاحتفالات التي بلغت اوجها مساء في كنيسة المهد التي اقيمت في مكان ولادة المسيح بحسب التقليد المسيحي، قتل اربعة فلسطينيين بالضفة الغربيةالمحتلة برصاص قوات اسرائيلية، ثلاثة منهم بعد محاولة استهداف اسرائيليين في هجمات منفصلة. وتطرق بطريك القدس للاتين فؤاد طوال في قداس منتصف الليل الذي حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الى الوضع في المنطقة. وقال "اننا نفكر في تلك المنازل المهدمة في القدس وفلسطين والاراضي المصادرة والاهالي الذين تطالهم عقوبة جماعية" في الوقت الذي استانفت فيه سلطات اسرائيل هدم منازل الفلسطينيين المتهمين بشن هجمات على اسرائيليين. واضاف طوال "نحن نفكر في كافة ضحايا الارهاب في كل مكان ومن اي شعب كان". ودقت الاجراس في كنيسة المهد واطفئت الانوار لدقائق ترحما على ضحايا الارهاب. واعلن طوال ان قداس الميلاد هذا العام في بيت لحم مخصص ل"ضحايا العنف والارهاب" الناتج عن "أيديولوجية الموت التي يغذيها التشدد الديني التكفيري الذي يثير الرعب". - كل هذا الدعاء - وفي دول كثيرة خبا الاحتفال بالميلاد بعض الشيء أمام اعمال العنف والانتهاكات التي يرتكبها مقاتلون. ففي سوريا استعد مسيحيو القرى التي يهددها تنظيم الدولة الاسلامية وسط القلق لاحياء احتفالات الميلاد. واعرب ممثل البابا في دمشق ماريو زيناري الخميس في تصريحات لاذاعة الفاتيكان عن الامل في ان يكون هذا الميلاد الرابع وسط حالة الحرب في البلاد "الاخير". وقال "نريد ان نبدي الامل في ان تزهر هذه البراعم التي ظهرت (خصوصا خارطة الطريق التي دعمها مجلس الامن الدولي) وان تغطي في العام المقبل اغصان الزيتون كافة المعالف في سوريا". وفي العراق التي يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة من اراضيه تراجع عدد افراد الطائفة المسيحية في السنوات العشر الاخيرة ولا يبدو ان هناك مكان للفرح. وقالت فريدة العراقية الخمسينية التي اضطر 12 من اقاربها الى مغادرة منزلهم بعد سيطرة جهاديين في حزيران/يونيو 2014 على الموصل "نصلي (..) من اجل عودة النازحين الى اراضيهم". وفي الصومال حيث الاكثرية مسلمة ذهبت الحكومة الى حد منع الاحتفالات بالميلاد وراس السنة لانها قد تشكل اهدافا لهجمات حركة الشباب الاسلامية بحسبها. في فرنسا التي شهدت هجمات تبناها التنظيم الجهادي المتشدد قتل فيها 130 شخصا في الشهر الفائت تقرر تعزيز الاجراءات الامنية على مداخل الكنائس استباقا لقداس الميلاد. ونشر جنود أمام الكناس والمتاجر الكبرى التي تدنى عدد زبائنها خلال كانون الاول/ ديسمبر من الفرنسيين والاجانب في حين يأمل قطاع السياحة ان تشجع التدابير الامنية السياح على العودة الى باريس مع تسجيل تراجع في عدد الصينيين على سبيل المثال بثلاثين بالمئة واليابانيين بثمانين بالمئة. في اشارة إلى "تهديدات محتملة ضد الغربيين" طلبت سفارتا الولاياتالمتحدة وبريطانيا في بكين من رعاياهما تجنب زيارة حي يشهد الاحتفالات في العاصمة في اعياد الميلاد، وهي تحذيرات غير معهودة في المدينة الضخمة. اما المهاجرون المتجهون الى اوروبا فيمضون الميلاد في عوز وخوف. وتمت نجدة 370 منهم الخميس في البحر المتوسط. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر ندد البابا مع اقتراب عيد الميلاد بعالم "لم يسلك طريق السلام". واضاف "سنرى الانوار والاحتفالات والاشجار مضاءة (...) لكن كل هذا ادعاء! فالعالم يواصل خوض الحرب".