حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دول العالم الجمعة على وقف علاقاتها التجارية مع سورية، وذلك في اطار تصعيد واشنطن الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء حملة القمع التي يشنها ضد المتظاهرين، بينما قتل 13 شخصا في 'جمعة لن نركع' في العديد من المدن السورية برصاص قوات الأمن خلال مشاركتهم في تظاهرات، شارك فيها الآلاف، فيما دعا الرئيس التركي عبد الله غول الأسد إلى إجراء إصلاحات 'قبل فوات الأوان'. وصرحت كلينتون للصحافيين 'ندعو الدول التي لا تزال تشتري النفط والغاز السوري والدول التي لا تزال ترسل الأسلحة إلى الأسد.. الى اتخاذ القرارات التي ستدخلها التاريخ من الباب الصحيح'. والخميس دعت كلينتون في مقابلة مع شبكة 'سي بي اس' الإخبارية الصين والهند إلى فرض عقوبات على سورية في مجال الطاقة، فيما دعت روسيا إلى وقف بيع الأسلحة لدمشق التي تشتري الأسلحة من موسكو منذ عقود. كما دعت الأوروبيين الى فرض عقوبات على سورية في مجال الطاقة. وصرحت كلينتون في مؤتمر صحافي مع نظيرها النرويجي يوناس غار ستوري الجمعة ان 'الرئيس الاسد فقد شرعيته لقيادة (البلاد)، ومن الواضح ان سورية ستكون أفضل بدونه'. الا ان كلينتون لم تدع الأسد صراحة إلى التنحي. وكان مسئولون أمريكيون قالوا ان ادارة الرئيس باراك اوباما قررت دعوة الأسد إلى التنحي إلا أنها لم تحدد موعدا لذلك. وقالت كلينتون أن السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد ابلغ الحكومة السورية 'رسالة واضحة'، في إشارة إلى اجتماعه الخميس مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقرأت الرسالة التي جاء فيها 'اوقفوا العنف فورا واسحبوا قواتكم الأمنية، واستجيبوا للتطلعات المشروعة للشعب السوري بالانتقال الى الديمقراطية بطرق ملموسة وجدية'. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية ان الرئيس التركي عبد الله غول دعا نظيره السوري الى عدم التأخر في الاصلاحات الديمقراطية قبل فوات الاوان، وذلك في رسالة نقلها الثلاثاء وزير الخارجية احمد داود اوغلو. وقالت وكالة الأناضول ان غول قال في رسالته 'لا اريد ان يأتي يوم تشعرون فيه بالأسف وانتم تنظرون وراءكم لأنكم تأخرتم كثيرا في التحرك او لان تحرككم كان قليلا جدا'. وأضاف الرئيس التركي ان 'توليكم قيادة التغيير سيجعلكم في موقع تاريخي بدلا من ان تجرفكم رياح التغيير'. من جهته قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الجمعة إن التدخل العسكري لن يكون حلا للوضع في سورية. وقال عمرو في برلين خلال اول زيارة يقوم بها لدولة عضو في الاتحاد الاوروبي منذ تولى منصبه في الشهر الماضي 'نحن نعتقد انه لا حل عسكري او امني للوضع في سورية.. الحل يجب ان يكون من خلال المفاوضات ومن خلال الحوار مع جميع الاطراف.. القيادة السورية في الحقيقة في الاول وضعت شروط معقولة جدا للتفاوض مثل الغاء قانون الطوارىء والبداية في كتابة دستور جديد وفتح حوار وطني، ولكن للاسف تصاحبت هذه المبادىء الجيدة مع زيادة في العنف.. سفك الدماء غير مقبول، نرجو ان يوضع حد فوري لسفك الدماء ونرجو ان تبدأ عملية حوار وطني سليمة بتواريخ محددة لتلبية رغبات الشعوب في الحرية والكرامة'. وقال وزير الخارجية الألماني جويدو فيسترفيله في مؤتمر صحافي ان هناك حاجة لتعزيز الضغط السياسي على الرئيس السوري بشار الاسد في الوقت الذي لا يزال الناس يموتون فيه في اعمال العنف في البلاد. وعلى الصعيد الميداني قتل 13 شخصا على الاقل الجمعة بنيران قوات الأمن السورية في العديد من مدن البلاد، حيث تظاهر الآلاف مجددا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حسب ما افاد ناشطون حقوقيون. وذكر ناشط حقوقي في دوما في ريف دمشق ان خمسة مواطنين قتلوا وسقط عشرات الجرحى في المدينة لدى قيام قوات الأمن بإطلاق النار لتفريق 'تظاهرة حاشدة خرجت في المدينة'. وقال ان 'اكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في هذه التظاهرة' التي استمرت لمدة نصف ساعة قبل قيام قوات الأمن بإطلاق النار لتفريقها. من جهته، أكد التلفزيون الرسمي السوري ان رجلين 'من عناصر قوات حفظ النظام' قتلا 'برصاص مسلحين' في دوما. وقال ناشط من حماة عبر الهاتف لوكالة فرانس برس ان قوات الأمن قامت بإطلاق النار على متظاهرين حاولوا الخروج من عدة مساجد بعد صلاة الجمعة واشار الى 'وقوع شهيد وثلاثة جرحى على الأقل' بالقرب من مسجد التوحيد الواقع على الطريق المؤدية الى مدينة حلب. وفي مدينة حمص قتل مواطن 'قرب مسجد العدوية برصاص قناصة' بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي مدينة حلب افاد المرصد السوري عن سقوط ثلاثة قتلى في الصاخور 'لدى تفريق قوات الأمن السورية للمتظاهرين بالقوة'، وعن وجود جريح في 'حالة حرجة'. كما سقط قتيل اخر وهو شاب في ال 33 من العمر واصيب العشرات بجروح بنيران قوات الامن في دير الزور في شرقي البلاد، بحسب ناشط في المدينة. وأكد الناشط أن قوات الامن قامت ايضا باعتقال 'عشرات الشبان'. وكان قتل شخص صباح الجمعة بنيران القوات السورية في مدينة سقبا بريف دمشق، إضافة إلى امرأة قتلت في بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب شمال غرب البلاد، بحسب ناشطين.