القاهرة »القدس العربي»:منار عبد الفتاح: أدى حكم قضائي امس الأول بحبس الإعلامي احمد موسى لمدة عامين وتغريمه 20 الف جنيه لاتهامه بالسب والقذف، إلى حالة من الجدل والشماتة والسخرية على الساحة الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. الا انه اثار تساؤلات كذلك عن اسباب انتشار السب والقذف في بعض برامج التوك شوز، وإن كان سيتم تنفيذ الحكم القضائي، كما حدث مع الداعية محمود بدر الذي أدين بسب الممثلة الهام شاهين. وأثار موسى الكثير من الجدل والاستياء في الفترة الاخيرة بسبب الاتهامات والبذاءات التي وجهها على الهواء لعدد كبير من الشخصيات العامة في مصر والخارج. وقضت محكمة جنح أول مدينة نصر، برئاسة المستشار سامر ذو الفقار أمس الاول، بحبس الإعلامي احمد موسى سنتين وكفالة مالية قدرها 20 الف جنيه لاتهامه بسب وقذف «أسامة الغزالي حرب» ونشر أخبار كاذبة، وبراءة «محمد أبو العينين» بصفته المالك لقناة «صدى البلد»، وتقدم المحامي فريد الديب محامي الإعلامي أحمد موسى، باستئناف على حكم حبسه عامين. وكان أحمد موسى قد قال في برنامجه «أن أسامة الغزالي هو أحد أطراف مؤامرة 25 يناير/كانون الثاني من وجهة نظره، وأيضا أتهمه بالخيانة العظمى والعمالة لاسرائيل وأمريكا»، زاعما «أن أسامة الغزالي قد أدلى بمعلومات عن البلاد للسفير الامريكي، والسفير الاسرائيلي، وفي قضية اخرى له، قررت محكمة جنح أول مدينة نصر، برئاسة المستشار محمد البغدادي، بحبسه 6 أشهر مع الشغل وكفالة قدرها 10000جنيه على سبيل التعويض المدني، لاتهامه بسب وقذف محامي "وايت نايتس" طارق العوضي، بسبب اتهامه للمحامي طارق العوضي بإحراق سيارة شرطة في أحداث 25 يناير/ كانون الثاني، ووصفه في حلقات البرنامج بالمجرم، وهي القضية التي لم يثبت اتهامه فيها، وحفظت، ولكن محكمة جنح مستأنف مدينة نصر، برئاسة المستشار رامي أحمد عبد الهادي قد قضت بإلغاء حكم الحبس بعد استئناف المحامي فريد الديب على الحكم. تصرف غير أخلاقي ومن جانبه قال الدكتور فاروق ابو زيد، عميد كلية الإعلام الاسبق وعضو المجلس الأعلى للصحافة سابقا، ل«القدس العربي»، « منذ عام 2009 تم إلغاء الحبس في الاحكام السالبة للحرية في قضايا السب والقذف واقتصرت فقط على الغرامة والتعويض، ولكن السب والقذف بشكل عام تصرف غير اخلاقي ويتعارض مع الاعتبارات الاخلاقية والمهنية، ويتعارض مع ميثاق الشرف الصحافي الذي يلزم كل اعضاء نقابة الصحافيين بالالتزام بآداب الصحافة ولايتدخل في الامور الشخصية، ولا يستخدم ألفاظا غير لائقة أو خارجة او بها اهانة للآخرين، كما ان القانون يجرم السب والذي يصل فيه التعويض إلى آلاف الجنيهات، وعندما ألغت الحكومة حكم الحبس في قضايا السب والقذف كان محاولة لإرضاء الصحافيين على اعتبار انهم يقولون ان قضايا القذف والسب غير مقصودة واحيانا تكون خارجة عن الارادة، بالاضافة إلى انه في جميع الدول الديمقراطية يكون الحكم في قضايا السب والقذف بالتعويضات فقط بل انها تصل إلى الملايين ولكن في مصر التعويضات تصل إلى الاف فقط، وكان من المفترض بعد الغاء الحكم السالب للحرية ان تقوم الدولة بتغليظ العقوبات المادية». واضاف «أن اسباب لجوء بعض الإعلاميين إلى طريقة السب والقذف خلال تقديم البرامج يعود إلى ان سقف الحريات ارتفع إلى اقصى مدى بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وفي الوقت نفسه لا توجد قواعد وقوانين تنظم تلك الحرية، والحرية في الدول الديمقراطية تسمى الحرية المسؤولة وتعني ان المواطن من حقه ان يمارس حريته بأقصى مدى ولكن بشرط ألا يعتدى على حرية الآخرين واذا اعتدى عليها بالقول او الكتابة او اليد وهنا تتم محاسبته، ولكن في مصر الحرية بدون مسؤولية وبالتالي تتحول إلى فوضى وفي الفوضى كل شيئا مباح طالما لم يكن هناك رادع». واكد»ان القضاء في الوقت الحالي منشغل بالقضايا السياسية بصورة كبيرة وغير متفرغ لقضايا الصحافة والإعلام، مما يطيل من عمر تلك القضايا في المحاكم، وبالتالي لا يوجد من يحاسب الإعلامي». واضاف « أن حل تلك المشكلة يكمن في شيئين، اولا، لابد وان تُفعل نقابة الصحافيين استخدامها لميثاق الشرف الصحافي عن طريق محاسبة اعضائها عن اي تجاوزات يقومون بها، ثانيا، لابد من القيام بعمل محكمة او نيابة للاعلام تضمن ان تكون قضايا الإعلام والصحافة على درجتين، وفي هذه الحالة لم تستغرق القضية اكثر من شهرين، وفي هذه الحالة تحاسب النقابة على التجاوزات البسيطة والقضاء يحاسب على الجرائم، وفي هذه الحالة تختفي تلك الظاهرة». تعليق أحمد موسى وعلق الإعلامي أحمد موسى، على حكم حبسه، خلال برنامجه المذاع على فضائية «صدى البلد»، قائلا «إنه من أكثر الناس الذين تعرضوا للهجوم منذ التسعينيات وحتى الآن»، مؤكدًا «أنا أول واحد آخد موقف ضد جماعة الإخوان وأعوانهم من الطابور الخامس منذ التسعينيات»، وأضاف «كان من الممكن أن أرفع مئات القضايا على الصحافيين والإعلاميين، لكني لم أفكر يومًا أن أقاضي شخصا هاجمني، لأني بشتغل عمل عام»، مؤكدًا «مش هبلغ عن أي حد سبني أو قذفني، وسأظل أعمل لصالح الوطن، ولن أنظر للخلف أبدًا، ومستعد لدفع الضريبة»، وتابع «ما كتبه الله لي سيكون، وأنا باشتغل عمل عام، ووارد أنه يكون لي أعداء، والسب والقذف فيهم غرامة بس، مفيش حاجة اسمها حبس ده القانون، وأنا مستمر في تقديم البرنامج وفي قناة صدى البلد». مواقع التواصل الاجتماعي ووجهت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح رسالة للدكتور اسامة الغزالي حرب في تغريدة لها عبر تويتر، قائلة له «لا تتنازل عن حبس أحمد موسى مهما اعتذر»، وأضافت «مش هيقدر يعتذر عن كل اللي سبهم وقذفهم، ربنا جعلك سبب للقصاص»، وتابعت في تغريدة أخرى «ايوه حكم اول درجة لكن احتمال كبير يتأيد في الاستئناف وتقل مده الحبس لكن مش هنتنازل عن حبسه يادكتور»، وواصلت «ده مش حقك لوحدك ده حق ناس كتير خاض في شرفها وسمعتها وعرضها ظلم وافترا وجهل ،الحبس سنتين قليل عليه». كما سخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تويتر وفيسبوك، من الإعلامي أحمد موسى، بعد حكم المحكمة بقرار حبسه عامين، وتداول المستخدمون بعض الصور الساخرة التي تهكمت على حكم الحبس، كما تداول النشطاء الكثير من التعليقات الساخرة. وقال محمد: «حال الشعب المصري دلوقتي هااااااااح «، في إشارة إلى أحد إفيهات الإعلامي الساخر باسم يوسف من موسى، وقال «عماد»: «مبروك يا معلم الحبس للجدعان»، وعلى نفس النهج الساخر كتب «سعيد»: «كنت قتلت متظاهرين احسن»، واضاف «كريم» : «فريد الديب هيطلعه ويخلي المحامي دا هو اللي يدفع كفالة»، وعلق «مصطفى»: «أخيراً مفيش فقع مرارة»، وقال «شريف»: «ياحلوتك وانت بالبدلة الازرقة ياحلو انتا يا حلو»، فيما سخر «بلال» قائلا «إن شاء الله تتحبس في زنزانة كلها أخوان».