من ناحيتهم يرى علماء النفس أن الشعب المصر كان من أكثر شعوب العالم ضحكا وكنا نقول عنه.. إبن نكتة.. فهو يلجأ إلى النكتة للتخفيف عن همومه وهذا مايراه علماء النفس والإجتماع فيرى الدكتور السيد على فهمى أستاذ مساعد بقسم علم النفس جامعة المنصورة أن الشعب المصرى من أكثرالشعوب ضحكا..ولكن الضحك قل ولم ينتف والسبب في ذلك هو إرتفاع الأسعار والغلاء الإقتصادي وقلة فرص الزواج مع إرتفاع أسعار الشقق بشكل خيالي غير مسبوق من قبل خصوصا في محافظة كالدقهلية فبمقارنتها بمحافظات مصرتعد مرتفعة التكلفة مضيفا تحمل البنت والولد فى كثير من الأحيان المشاركة فى الأعباء الأسرية لمساعدة أسرهم هذا فى حد ذاته يمثل أعباء أخرى غير الأعباء الدراسية على كلا منهما فى مراحل التعليم المختلفة وأيضا إنشغال الأب فى معظم الأوقات بالإقامة خارج المنزل فلا يجد الفرصة للترفيه عن أولاده وزوجته أيضا . ويضيف الدكتور عبد اللطيف عمارة أستاذ بقسم علم النفس جامعة المنصورة إلى حكمة تقول شر البلية مايضحك ولكننى أقول شر البلية ما يحزن ..وهذا مايعانى منه الشعب المصرى الآن فالشعب المشهور عنه التنكيت والتعليق بالنكتة للتنفيس والتعبير عما يشعر به فى حالتى السرور والحزن بالنكتة فإنه الآن لا يعقل أن يضحك وهو مشغول بهموم لا قبل له بها فإن كان شابا فكيف يضحك وهو لايجد فرصة للعمل وبالتالى يعانى مرارة البطالة والآلام والذل والمهانة حينما يجد نفسه قد تجاوز ال 25 بل ويقارب الثلاثين ومازال عالة على والده مما يحطمه معنويا ونفسيا وإن كان أبا مسئولاً عن أسرة فهومهموم بأبسط مقوم من مقومات الحياة وهو رغيف العيش كيف يوفره لأفراد أسرته ناهيك عن صاروخ غلاء الأسعار الذى لا تستطيع أى زيادة فى الأجور تجارية أن تواكبه إضافة إلى أمور أخرى غير الأمور المعيشية فإذا كان لديه ابن تخرج من الجامعة ولا يعمل يتحول إلى عاطل فهل يعقل أن يضحك هذا الرجل أو يبتسم ..وإذا كانت لديه ابنة تخرجت من الجامعة واستوفت جميع المقومات التى تؤهلها لأن تكون زوجة صالحة ولكن أين العريس ؟! هل يستطيع والد هذه الفتاة أن يضحك ؟؟ ويضيف قائلاً :اذا تأملنا فئة كالمثقفين الذين لايهتمون بالأمور المادية ويهتمون بالأمور السياسية فما يحدث لهم من مخالفات وتجاوزات تسلبهم حقوقهم الإنسانية ولايستطيعون حتى مجرد التعبير عن رفضهم لهذه التجاوزات فهل يستطيع هؤلاء أن يضحكون ؟ هل يستطيع أحد أن يضحك وهو يرى اخوانه فى العراق وفلسطين والصومال والسودان تنتهك جميع حقوقهم الآدمية على مسمع وبصر الجميع والعالم كله . أذن من طين والأخرى من عجين بينما لو تعرض أى حيوان لعشرمايعانيه البشر هؤلاء فى هذه الدول لقامت جمعيات الرفق بالحيوان وأدعياء الإنسانية بإثارة الدنيا إزاء هذا المعتدى الظالم الذى لا قلب ولا رحمة له على الحيوان .. فكيف للعالم أن يقبل دمار العراق وإغتصاب فلسطين وإستخدام العدو أسلحة محرمة دولية ولا يجد أحداً يهب لنجدتهم أو معاوتنهم هلى من المعقول مع كل هذه المآسي أن نجد انساناً مصرياً محتضراً مثقفاً يضحك بالطبع لا . الضحك عند الشعب المصرى لأن الشعب المصرى فى أحلك الظروف يلجأ إلى النكته الساخرة وفى مصر مثل نقول شر البلية مايضحك إضافة إلى أن الضحك يمنح الإنسان قدراً من البهجة المقرونة بالسخرية .. وقد يظهر أن الشعب غابت عنه الضحكة بسبب الظروف التى يعيشها الإنسان سواء كانت ظروف سياسية قاهرة فى ظل قانون الطواريء أو ظروف إجتماعية متردية مثل أبو الليف وأمثاله .