من المعروف أن الشعب المصري من بين العرب جميعاً هو "الأخف دماً"، يبدو أن هذه النتيجة أصبحت حقيقة علمية وعالمية، فقد توصل باحث ألماني إلي أن المصريين هم أكثر الشعوب ميلاً للضحك، برغم أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. ويبدو أن مقولة "اضحك.. تضحك لك الدنيا" لم تأت من فراغ، ذلك أنه وسط كل الظروف المعيشية الصعبة وكذلك الاجتماعية والسياسية التي يمر بها العالم، تجد الناس يسعون بحثاً عن "النكتة" لا للهرب من الواقع الذي يعيشونه، ولكن من أجل الشعور بالتحسن ولو مؤقتاً. ووجد الباحث، راينر شتولمان، أن الشعوب الأفريقية عموماً، والمصريين خصوصاً، هم أكثر الشعوب ميلا للضحك، وفقاً لما نقله موقع "دويتشه فيله" الألماني. وبينما برزت عند كثير من الشعوب العربية مقولة إن الأردنيين جادون بطبعهم ولا يضحكون إلا فيما ندر، وعلي رأي البعض "لا يضحكون للرغيف السخن"، لا يكاد يمر موقف سواء أكان اقتصادياً أم اجتماعياً أم سياسياً، حتي يتحول إلي نكتة بارعة، إضافة إلي أن النكتة وسرعة البديهة تجدها حتي عند أكثر "الوجوه" بؤساً، الأمر الذي يدحض عنهم هذه الفكرة. العراقيون كذلك، أصبحوا برغم المآسي التي تحيق بهم، من بين أكثر الشعوب العربية ضحكاً وكذلك السوريون، غير أن أحداً لا يتفوق علي المصريين علي ما يبدو. الغريب أيضاً، أن البريطانيين، المعروفين بالبرودة والجدية في التعامل مع الأمور بشكل عام، هم أكثر الأوربيين ضحكاً، وفقاً لما توصل إليه الباحث الألماني، الذي وجد أن للضحك أسباباً معينة. واعتبر راينر شتولمان أن الأفارقة والبريطانيين هم الأكثر تميزاً بروح الدعابة، وأن المصريين هم الأخف دماً. وبهذا فإن الباحث الألماني منح كأس العالم للضحك لأفريقيا، التي كانت قد نظمت كأس العالم لكرة القدم 2010 لكنها لم تفز بالبطولة. وفي تحليله للسبب الذي يجعل الإنسان يضحك عند سماعه نكتة قال شتولمان:"النكتة تدغدغنا في عقلنا" كما يدغدغ الإنسان جسدياً. وأضاف: "لذلك تحتاج النكتة الجيدة إلي لحظة مدهشة وإلي تناقض، أو شيء يحيرنا، دون أن يصرف انتباهنا. وكي نستطيع فهم النكتة يجب أن تحتوي علي توازن بين الشيء المعروف والشيء الغريب".