يعاني الشارع الشرقاوي بشكل متكرر أزمة انقطاع التيار الكهربائي ، وفشل المسئولون في إدارة كهرباء القناة في أول اختبار حقيقي مع وصول درجات الحرارة الي 40 درجة منذ الأسبوع الماضي خاصة وأننا مررنا بموسم الامتحانات وما زالت الأزمة تتصاعد، الأمر الذي دفع البعض بمركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية إلى تنظيم وقفه احتجاجية امام مجلس المدينة ومبني إدارة الكهرباء في الأيام الماضية ، وقطع بعض الطرق واهما طريق" العاشر من رمضان – الزقازيق" الذي يربط أكثر من 8 محافظات بالشرقية، فضلا عن التهديد بالامتناع عن دفع الفواتير، بل وصل الأمر الي الفكاهة بعدما تناقلوا صورا تظهر المطالبة الي استخدام " لمبة الجاز" التي كانت مستخدمة منذ أربعون عاما ، والدعوة إلي ترك رسالة لمحصل الكهرباء علي أبواب المساكن،مفادها "الأخ المحترم محصل الكهرباء.. احتفظ باحترامك لنفسك وحافظ على نفسك ولا تطرق هذا الباب .. روح خد فلوس الكهرباء اللي مش بمستعملها من اللي بيقطعوها ..وقد أعذر من أنذر". حيث تظاهر المئات من أصحاب الحرف وورش الأثاث والديكور والصناعات اليدوية أمام مجلس مدينة بلبيس ، احتجاجا علي انقطاع التيار الكهربي عن ورشهم الإنتاجية ، وهددوا باقتحام مبني إدارة الكهرباء المواجهة لمجلس المدينة في حالة تكرار انقطاع الكهرباء، ثم توجهوا الي طريق عبد المنعم رياض وقاموا بقطعه الذي يربط مدينة العاشر من رمضان الصناعية باكثر من 8 محافظات لمدة 18 ساعة متواصلة ، حتي حصلوا علي وعود من المهندس محمد عزت بدوي ، نائب محافظ الشرقية، بإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء ، واعدا إياهم بإعلامهم بموعد انقطاع الكهرباء المقرر لها مرة واحدة يوميا. ولكنه ما لبث ان تراجع عن قراره لما يحويه من قمة الغباء وإعطاء فرصه للصوص وقطاع الطريق لمعرفة وقت انقطاع الكهرباء للقيام بعملياتهم الإجرامية. ويقول إبراهيم الزهار منسق عام الجمعية الشعبية لخدمه المجتمع وحماية المستهلك بمدينة بلبيس ، انهم قاموا بتحرير محضر في مركز الشرطة لاثبات حالة تكرار انقطاع التيار الكهربي ، وان الجمعية قامت باستدعاء رئيس المدينه ونائب المحافظ، للاتفاق علي صيغة قانونية مكتوبة تلزم الكهرباء بعدم قطع الكهرباء او بتحديد وقت معين يوميا لانقطاع الكهربا ء يكون معلوم لكل منطقة ، مشيرا بان الوعود التي حصلوا عليها وعودا علي الورق وذلك لتكرار انقطاع الكهرباء خاصة بعد وعود وزير الكهرباء للمستشار حسن النجار محافظ الشرقية ، التي أكد فيها إنهاء أزمة الكهرباء خلال نهاية الأسبوع الماضي إلا إن الأمر اكبر منهم ان يتحكموا في غضب المواطنين ، مهددا بدعوة أهالي المدينة بالامتناع عن دفع فاتورة الكهرباء في حالة تكرار الانقطاع اكثر من مرة . وقال عبد العزيز طلعت نائب رئيس نقابة صناعة الأثاث والديكور والتي تضم اكثر من 13 مهنة وصنعه ،مشيرا الى أن المئات من أصحاب الورش العاملة في مجال صناعة الأثاث والديكور ، تأثروا بالضرر الشديد نتيجة تكرار انقطاع التيار الكهربي بصفة مستمرة عن ورشهم ، وان انقطاع الكهرباء يصل لأكثر من ساعتين في المرة الواحدة ، وان ذلك يعرضهم لخسائر مالية كبيرة بسب تعطل العمل وتوقف العمال "الصنايعية " عن العمل ، حيث أن معظم الماكينات والأدوات التي يعملون بها تحتاج الي الكهرباء ، ورغم ذلك ملتزمون بتحمل أجور العمال المتعطلين كاملة دون نقصان بسب انقطاع الكهرباء والتي تصل إلي ثلاثة ألاف جنية أسبوعيا، لافتا بأنهم رفضوا إشعال النار في مبني مجلس المدينة انتظارا للحل لهذه المصيبة التي حلت وكما أشار لهم رئيس المجلس عندما اشتد بهم النقاش بسب ما يتعرضون له من انقطاع مستمر للكهرباء . ويقول وليد صلاح محمود صاحب ورشة نجارة ، بأنهم ملتزمون رغم الخسائر التي يتعرضون لها بسب قطع الكهرباء عن ورشهم ، بدفع وصل الكهرباء الذي يتجاوز 200 جنية دون الحصول علي الكهرباء بطريقة منتظمة ، فضلا عن التأمينات و الضرائب المفروضة عليهم وملتزمون بسدادها كاملة دون تقدير حقيقي للخسائر التي يتعرضون لها من وراء قطع الكهرباء وتعطيل العمل بصفة مستمرة . من جهة أكد المهندس محمود عباس مدير ادراة كهرباء بلبيس ، أن المشكلة تكمن في محطات توليد الكهرباء ، التي تقوم علي عمليات تخفيف الأحمال ، نافيا بذلك ما يتردد عن تحميل مسئولية قطع الكهرباء لمحطات التوزيع . ويضيف صلاح الديب ، صاحب ورشة ملابس، انه قام بإغلاق الورشة وتسريح جميع العمالة التي تعمل لدية ن بسب عدم مقدرة علي تحمل نزيف الخسائر التي تعرض لها خلال الأسبوع الماضي نتيجة انقطاع التيار الكهربي عن ورشة ، لافتا بان هذه الازمة من شانها تسريع العديد من العمالة وزيادة أعداد العاطلين في السوق الشرقاوي . ولا زال رصيد الحكومة القائمة الآن في الهابط مقتربا من الصفر وخاصة في اقل الخدمات التي يجب أن يحصل عليها جميع المواطنين ليمرر بها يومه المليء بالمتاعب بل وتتثاقل الأحمال بما لايطيق .