وقفت متأملا وبزهو في يوم مبارك هو اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك أمام رائعة من روائع شاعرنا هاشم الرفاعي فوجدته بدأ باستخدام( كم ) ولكن بنوعها الثاني فهو لم يبدأ بتساؤل إنما أراد التنبيه والإشارة إلى شيء فيه مبالغة في الجمال وهو ..الصباح..وما اروعه! في شعره … مزج فيه بين انين الناي وصوت فيروز المغرد بأجمل الألحان..وجدته مجددا فهو شاعر ذاتي.. والذاتية سمة للشعر الوجداني وجدتها واضحة كخيوط الشمس الجميلة التي تشع بنورها على ارضنا فتكون مصدرا لطاقتنا جميعا .. لقد رسم لنا وبدقة تلك الضحكات الجميلة الصادقة وفي نفس الوقت لم يغفل روح التحدي التي تحملها نفسه الثائرة وتحديها للعاديات وصف نفسه كالجبل الشامخ الذي لاتهزه الريح العاتيه… أعجبني استخدامه لأساليب اللغة العربية الجميلة فقد استخدم اسلوب النفي المؤكد..ماانت بمكشر..(حرف الباء) أعطى لكلامه قوة في اللفظ والتعبير…والمتأمل هنا يجد الملامح الرائعة للغة الضاد التي جعل شاعرنا مفرداتها طيعة بين يديه..وما يوكد ذلك قوله : (وبالعاديات هزوا). وهنا أجد للحرف القرآني أثرا في شعره ويقينا ان أغلب الشعراء تأثروا بالقرآن فهو المصدر الرئيس للغة العربية..(والعاديات ضبحا فالموريات قدحا) ثم يدعو الشاعر للتمرد على الذات ونسيان الخنوع والخضوع حتى لا يسير الانسان في دروب الضياع والتيه وهنا أجد لمدرسة الأحياء أثرا في شعره إذ حاول وفي أغلب قصائده ان يعطي للمفردة إرثا وبعدا تراثيا … (وماانت بضائع) ألهبت مشاعري ووجداني وتفكيري لأنها تحمل الكثير فهي تذكرني بقول الرسول (ص):(ما أنا بقارىء ) نعم هنا يشعر القارىء بقدرة هاشم الرفاعي الفائقة في استخدام البلاغة العربية سواء في الحقيقة او المجاز. القارىء للقصيدة يجدفيها اليوم مقارنة جميلة بين الروح الثائرة والروح الخانعة..وهذا لم اعهده سابقا في شعره فقد أعطى للقصيدة مرتكزا نفسيا ..صوتك بالحق عاليا. … واصواتهم لاتسمع.. وهنا وجدت نجاح الشاعر في التنوع باستخدام الأساليب البلاغية وما ذكرته في السطور السابقة اضعه في خانة التضاد( عالي ومنخفض) . ولا زال شاعرنا يتنقل كعادته بين الأغصان وانا الاحقه كضله لعلني أصل اليه فهو غايتي ..وها انا اصل إلى أسلوب جديد وهو الطلب الذي استخدمه بصيغة الأمر المجازي للالتماس ولكن بنفس جديد بقوله :(أنهض وارفض )خرافاتهم هذه المقابلة الجميلة تشعر المتلقي بروعة وجمال اللفظ عند هاشم الرفاعي.. ثم يقول:انفضي غبار الذل وبالعلم تسلمي.. وكما قلت انه شاعر يرفض التقاليد البالية والخرافات ويدعو إلى العلم والمعرفة حتى لايخيم الجهل والتخلف على أبناء شعبه وأمته..لذلك رسم لنا صورة شعريه إذ جعل العلم بحرا زاخرا بالنفائس والدرر الثمينة وعلى الانسان ان يتصيد اجملها .. ومن حقي أن أقول أن هاشم الرفاعي شاعر ذات حمل هموم أبناء وطنه ..لم يطمع بشىء بقدر ما يريد أن يرى السعادة جلية عليهم.. ولو جاز لي لقلت أنه شاعر ثورة.. شاعر حب..شاعر ذات ..فأنا اشعر به وبمعاناته فشعره مزيج بين الحب والعشق والنفس الثوري فهو يوظف الكلمة الرقيقة ويبعث فيها الثورية للانتفاض على الواقع..