اسقني ماء الحياة لأحلم بهذا الوجود .. واغلق كل اقواس الردى والخوف والقيود.. شوشت افكاري اساطير الكذب.. ورواة ينقلون لغة التسييس.. بلسان الزور للشاهد والزور مشهود.. ابكي على عقول صدقت .. خرافات جاهل يروم على الاكتاف الصعود.. وجدت في أروقة الظنون.. أن العالم ياخذ ولا يهب غير الوعود.. وطنٌ صريع بيدٍ الجناة العراة اعداء بلا حدود.. آه على شعب ضيع الاحلام.. في لوثة الاغراء وسذاجة القرود.. افقدته صور كان يأمل ان ينال بها.. مُلكٌ زاخر بالثروة كالبحر المدود.. ما الذي أعياه ..؟ حتى يسكن باحة التعب الجمود.. كل شيء هاجر منه.. ولاحت باوصاله آطلال جعود.. وارهقته دوامة الدمار والفزع.. والشتات والوباء والجوع .. وحروب انهكته وعدوان لدود.. اسقني ماء الحياة .. واشرب معي كأس الخلود.. ودع الناس في غيها .. فهي ماضية على تقليد الجدود.. قد بلغنا في الحب كنجمتين في ليل شرود.. واهملنا ذكريات الهوى حين رسمنا.. على بساط الخيال الوان الورود.. واليوم ضاعت وكلها ضاعت.. في حساب الحاضر المفقود.. إلا صوتك باق يرد الصدى نبراته.. كلما اشتقت تقبيل الخدود.. بعدك مازال يؤذيني.. والشوق كالنار يكويني .. واصرخ في كل المدى اين انتَ..؟ ياحبيبي في هذا العالم المسدود.. خُذني اليك فأني غريب بدار.. ليس لي فيها حبيب ولا ودود.. جلست بين جدران لا عهد لي بها .. فصَبَرت على ايامٍ ماضيات لعلها تعود..