حينما جلست ونفسي فى لحظات الغروب. وتتبعت شعاع الشمس الوردي، وجلست حينها على الشاطى ؛ فجاءني طفل صغير يبكى ويسئلنى أين نحن ومتى ؟ وظننت للفور أنه شرد طريقه من والديه ، وبدأت التفت فيما حولي .وانظر أين أبويه ولماذا تركوه وحيدا فى لحظات الغروب؟ فهل غربت الشمس وأخذت فرحة تلك الطفل الحزين. واحتضنته بشدة وهمست إليه.. لا تخف.. فلن أتركك وحيدا فى تلك الطرقات وسنبحث سويا عما اضاعته الأيام منك ...... وفجأة نام الطفل وتعجبت كثيرا هل اطمأن لو عدى أم من شدة خوفه أم من ماذا ؟؟ وشردت افكارى وسألت نفسي بالفعل أين نحن ومتى ؟ أحداث توالت يوما بعد يوم ولا يعلم كلانا أين نحن ومتى ؟ نحن من نعتز بماضينا وحضارة سبعة آلاف سنة مضت .أصبحنا الآن ومنذ أن اندلعت ثورة 25 يناير وبعد أن عرف الشعب طريق النور والحرية والعدالة. بعد أن تذوق الشعب المصرى طعم آخر للحياة. بعدما كانت طعم الحياة لديه المرار والذل والاستبداد وأصبحت اشراقة شمس الثورة هى الخلاص الوحيد من أغلال الحكم المستبد ، ومن عوامل القهر والاستغلال مستهدفة التغيير الجذرى المصحوب بعملية التغيير والبناء الوطنى لاقامة مجتمع دولة القانون والكفاية والعدل ؛ وبالرغم من أن تلك الأهداف وغيرها كانت من مقومات الثورة إلا أنه اندلعت على النقيض شرارة أخرى للبلطجة والهمجية والانفلات الأمنى وأشياء كثيرة لم نكن معتادين عليها. ربما كانت متواجدة على الساحة .ولكنها كانت محجمة وأصبحت لغة البشر الآن هي حمل السيوف والرشاشات ..... واللي مش عاجبه أو معترض يأخذ طلقة توديه إلى" أقرب مقبرة" فهذا ما آلت به إلينا الثورة. كما انتشرت المظاهرات الفئوية. فكل فرد أصبح يطالب بحق لشخصه فقط ونسينا ماقامت من أجله الثورة " حرية .. عدالة ..مساواة اجتماعية ..... الخ "من أهداف ومتطلبات ودماء الشهداء التي سالت على أرض مصر فداءا لأبنائها ليعيشون وينعمون بالاستقرار. وأتعجب لأمور كثيرة ومانعيشه الآن.أ تعجب من الربيع العربي وثورات الشعوب العربية. وسألت نفسي هل نجحت ثورتنا حقا فيما كنا نصبو إليه ؟ أم أن الثورة قضت على رأس النظام واستحلت وأبقت باقي كيانه ليلعب مع الشعب لعبة القط والفأر ؟ وحينما استيقظ الطفل الذي أحمله وأنا جالسة على الشاطئ وكأن كلماتى داست على جرحه .وعاد يسألنى أين نحن ومتى ؟ فأخذت بيده الصغيرة وفى ظلام الليل داعبتنا أمواج على الشاطئ .وقلت له" لا تخف" فسوف تشرق الشمس وتضئ الكون بنورها ولابد أن يأتى يوما وتظهر حقائق الأمور ..