فوجئ أطباء مستشفى أحمد ماهر التعليمي في الثامنة مساء أمس و أثناء استقبال حالات بها طعنات و جروح قيل إنها نتيجة مشاجرات تمت بين العاملين بمنطقة المناصرة - التي تشتهر بصناعة و تجارة الأثاث المنزلي، بالتعدي بالألفاظ النابية و الاعتداء على بعض الأطباء أثناء إتمام أعمالهم بالمستشفى لدرجة وصلت إلى إجبار الأطباء بالعمل تحت تهديد الأسلحة. و قد تجاوزت الاعتداءات إلى أن قام ثلاثة من البلطجية بطعن طبيب شاب في قدميه و فخذه الأمر الذي أثار نوعًا من القلق بين أطباء المستشفى و الممرضات بل و قد تجاوزت الأمور إلى أن صفع أحد المعتدين ممرضة بالمستشفى على وجهها مما تسبب في نزيفٍ تحت ملتحمة العين. و قد اتصل بعضُ الأطباء بالمستشفى بالشرطة و برجال القوات المسلحة الذين لم يصلوا إلا بعد أكثر من نصف ساعة من الترويع مما أثار حفيظة الأطباء الذين عملوا في أجواءٍ غير مؤهلة تمامًا أمنيًّا نتيجة للغياب شبه الكامل للأمن بالمستشفى. و قد أشادَ الأطباء بدور اللجان الشعبية التي تدخلَتْ لحمايتهم و القضاء على العناصر غير المرغوب بتواجدها داخل المستشفى مع المرضى و المصابين. تلك العناصر التي سمح الغياب الأمني بالمستشفى بتوغلها مؤخرًا داخل المستشفى و أدى إلى دخول المريض بصحبة أعداد تزيد عن الخمسة أفراد مع المريض الذي تستقبله المستشفى، و هو الذي يحدثُ فوضى عارمة و تدخل في عمل الأطباء بصورة لا تليق. و في وجود اللجان الشعبية داخل المستشفى و التي تدخلت نزولاً على رغبة الجميع، طلبَ هؤلاء الرجال من الأطباء الهدوء و حاولوا طمأنتهم لاستئناف العمل. و قد أصر الأطباء الاحتجاج و الإضراب عن العمل في اليوم التالي لحين مقابلة مدير المستشفى لاستعادة هيكلة النظام الأمني به و لتهيئة الأطباء للعمل في جوٍّ هادئ. و قد أشار طبيبان في اتصالٍ شخصي متبادل للجريدة أن الإضراب الذي قام به الأطباء ليس إضرابًا فئويًّا و إنما هو للحد من أعداد المتسللين إلى المستشفى والمستغلين لظروف الغياب الأمني بها، و كذلك طلبًا للحصول على أجواء تتلاءم مع ممارسة المهنة و تحسينًا للعلاقة بين الأطباء و المرضى التي وصلت بهم إلى التعدي على الأطباء بهذه الصورة المزرية