فيما بدا وأنه الخطوة الأولى للانقلاب على ما أعلنه أمس وبمجرد انتهاء الرئيس من خطابه هاجمت مجموعات من البلطجية المعتصمين في أماكن متفرقة فيما بدأ قياديون بالحزب الوطني الإعداد مسيرات تطالب الرئيس بالرجوع عما أعلنه من عدم ترشيحه والاستمرار في رئاسة الجمهورية .. كان الملايين من المصريين قد خرجوا أمس للمطالبة برحيل الرئيس وسقوط النظام وشهد ميدان التحرير والمناطق المحيطة به مظاهرة ضمت أكثر من مليون متظاهر فيما شهدت الإسكندرية مظاهرة ضمت 2 مليون مواطن وشهدت العديد من المدن خروج مئات الألوف يطالبون برحيل الرئيس. بداية التراجع جاءت من السويس فبعد إخلاء قوات الجيش للميدان التحرير الذي اعتصم به المواطنين هاجمت مجموعات من البلطجية مسلحين بالأسلحة البيضاء والسنج والسيوف المعتصمين بالميدان وقاموا بإطلاق طلقات رصاص مما أفزع الموجودين بالمكان خاصة وإنهم جميعا كانوا عزلا ولاذوا بالفرار .. فيما قامت سيارات شركات البترول مع حلول الصباح بنقل الموظفين إلى الميدان بدلا من نقلهم من أعمالهم في محاولة لحشدهم في مظاهرات تأييد للرئيس وقال شهود عيان أن اغلب الموظفين انسحبوا من أماكنهم تاركين مجموعة من 100 متظاهرا من المؤيدين للرئيس وهم يحملون السنج والسيوف والأسلحة البيضاء فيما عادت قوات الجيش لتحاصر الميدان من جديد وبداخله المتظاهرين الذين تم تجميعهم وفي الإسكندرية تكرر السيناريو بقيام مجموعات من البلطجية بمهاجمة أطراف الاعتصام لكن كثرة عدد المعتصمين حالت دون السيطرة على الميادين فيما ألقت قوات الجيش القبض على عدد من البلطجية بمساعدة المعتصمين .. وتكرر السيناريو في القاهرة بميدان التحرير حيث تم إلقاء القبض على عدد من البلطجية الذين حاولوا أن يندسوا بين المحتجين وقام المتظاهرون بتسليمهم لقوات الجيش والتي كانت قد فرضت طوقا امنيا وقامت بتمشيط الشوارع المحيطة بالميدان .. وأذاعت قناة الجزيرة أن عددا من البلطجية هاجموا المعتصمين في بورسعيد أيضا . ومع الساعات الأولى للصباح بدأ الحزب الوطني في حشد موظفين في شاحنات حكومية وحشد مواطنين يحملون أسلحة بيضاء وعصي شرطة لمهاجمة تجمعات المتظاهرين فيما دعي الحزب الوطني لمظاهرات بمنطقة جامع مصطفى محمود لتأييد مبارك . كان الرئيس قد قال في خطابه أمس أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسة جديدة ودعا مجلسي الشعب والشورى لتعديل المادتين 76 و77 من الدستور فيما حمل قوى المعارضة مسئولية العنف الأمني والذي أسفر عن سقوط أكثر من 300 شهيدا بين المتظاهرين