بقلم إيمان حجازي * الدكتور عصام حسين بدار وعد تم حضور ندوة مناقشة رواية دمية حائرة للدكتور عصام حسين فى دار وعد يوم الأربعاء الماضى الموافق 24 نوفمبر 2010 فى حضور الأستاذ الروائى سمير الفيل والناقد الفنى الأستاذ فؤاد مرسى والكاتبة الدكتورة إيمان مكاوى والناقد طه عبد المنعم وأدار الندوة الكاتب محمد مصطفى الهلالى وقد عبر الحضور عن إعجابهم بالرواية وأسلوب السرد وإستخدام الراوى العليم فى نسج خيوط الحكاية منذ البداية الى النهاية,, وقد أشاد فى تعليقه الأستاذ سمير الفيل على إختيار الكاتب لعدد 7 فصول أو أجزاء وعلل ذلك بأن الرقم 7 عند المصريين يعتبر رقم إعجاز لدلالته على أكثر من علامة كونية , كما أنه رأى فى الرواية أن البطل هو قوى الشعب الضعيفة المهيضة الجناح المهملة من البلد التى تعبر عنها الأم وكذلك إهمال الأب الذى يعتبر السلطة, وأن الأهمية الكبرى فى الرواية كانت للأخ الأكبر صاحب الدبورة , وأن الأخ الأوسط رآه الأستاذ سمير أنه ممثل الإرهاب لأنه عبر عن أداة القتل والحرب سواء فى الداخل أم الخارج كما أكد الأستاذ فؤاد مرسى على فكرة سفينة نوح التى تمثل الأمل الذى يسعى وراءه البطل منذ مولده والى نهاية الرواية و قد كنت قرأت الرواية وأعجبنى بها المحسنات البلاغية و التشبيهات فى كثير من العبارات لدرجة إنى عملت عليها هاى لايت ,,, و الرواية يمكن قراءتها ع أكثر من وجه ..... فمن جهة تتناول قصة حياة البطل الشخصية المقهورة الحالمة , أحيانا مستسلم للواقع و أحيانا يتمنى المستحيل بتمسكه بقصة حب رومانسية غير واقعية تتحكم فى حياته بشكل لا عقلانى ومستسلم لها وقد حبس نفسه بداخلها حتى حين جاءته فرصة للحب والحياة لم يعرها أى إنتباه وظل حبيس فكرة الحلم والحب الوهمى ,, و هو يبدو فى الحقيقة ليس مستسلما فقط للحلم وإنما هو عاشق له لأنه حتى حين قابل آخر أمل له مجسما فى شكل فتاة توسم فيها فتاة اللقاء الحالم السريع الذى عاش عليه عمره ,ورغم أنه أقنع نفسه بأنها هى أو قد تكون إلا أنه ركب القطار بمفرده وكأنه يريد الوحدة ويفضلها ويرى فيها خلاصه أيضا , وبرغم أن نهايته كانت على يد أمرأتين قاما بتقطيعه ولم يتركاه إلا بعد التأكد من القضاء عليه تماما ,, وعلى ما يبدو أن هاتين السيدتين ترمزان الى الوحدة والدنيا ..... الذى يعتبر البطل ضحية لكليهما و من زاوية أخرى , أو قراءة أخرى نجد أنه عانى كثيرا من قسوة أمه وحرمانه منها فأدمن الحرمان حتى أصبح بإرادته يترك ما قد يأتيه أو يكون ملكه حتى لا يعاقب مرة أخرى بالإهمال أو الترك على مبدأ بيدى لا بيد عمرو ..... وعلى هذا لو نظرنا للرواية من الشكل العام نجد أن البطل يتيم رغم وجود أمه مفتقد لحضنها ولرعاية أبيه أيضا ومع ذلك فنجه إنسان سوى يتمتع بحب الجميع ويشاد له بالإستقامة ,, وبرغم ذلك لا يستطيع تحقيق شىء من أحلامه ,, فهو قد بلغ سن الرشد قبل الآوان وبذلك تتلاشى معالمه فى ظل إحساسه بالنقص , ويتصارع داخليا بين ما يريده وما هو مفروض عليه حتى يصل فى النهاية التى تؤدى به الى التقطيع والإنتهاء والتمثيل بأشلائه ,,, فقد صدقت عليه فعلا تسمية الرواية دمية حائرة ,, فهو فعلا لعبة فى يد الغير والحيرة دوما تتحكم فيه وتحدد مصيره كما علق على الندوة الأستاذ مصطفى الهلالى بأنه دائما ما كان يتمنى أن يسبق النقد الكتابة ولكنها أمنية مستحيلة والرواية قصيرة الأحداث ,,, ولكنها ممتعة جدا , وكنت أتمنى أن تطول أكثر ,,,تحياتى الى كاتب الرواية و بالتوفيق ان شاء الله فى روايات وندوات عديدة قادمة