أتُراني أتركُ لحنَك ؟ و أكُفُ عن الشدوَّ في تَعابيركْ أحرِقُ حُروفي المُنسابة في مساءاتي و أرجِعُ طِفلاً يُعانِقُ الفَرحْ أتُراني أنوءُ بعيداً؟ أتَدَّثرُ بغطاءٍ من نسْجك يُلقي بملامحِ العروبةِ العاجزة في صقيعِ العالمِ الممتد في دوامةِ الترحْ أم تُراني أذْهبُ بَعيداً في سَراديبِ الزمانِ الآتي على كُرْاتِ لهبٍ تَمتَطي غُبارَ الأفولِ في قلبٍ ما اندملَ جُرحُهُ حتى انجَرحْ أتكئ على أرائِك الحُزن فأرى بكاءَ النيل على ماءِهِ المَسفوح و نحيبُ بَغداد على شرفاتِ الظُلمة ثبوراً على دمِ غريباً سفحْ أَتهادى على سفوحِ الآلام نحوَّ قُبةٍ مالتْ على جنباتِ صُخورِ القُدس تَدعو عابراً عسى إن مرَّ دُموعُها لو رنا لَمحْ أتطيَّر بأعاصيرِ المنايا تعبُرُ فتطرحُ الأحزان تَجتاح زماننا بالسوادِ تُطارِدُ فُلولَ الفرحِ الذي ما حلَّ بالمكانِ حتى نَزحْ أنظرُ إلى بركاتِ السماءِ تَهطلُ بالسكينةِ على مَن شريانُه نَزف تُخبِركم في مُضيكم إنْ لم تهبوا لها ما فازَ فيكم أحد و لا نجحْ