بقلم د. إيهاب العزازى أسئلة كثيرة تدور فى أذهان المصريين بعد مرو ر أكثر من عامين على الثورة التى توقع البعض نجاحها بسقوط نظام مبارك ولم يتخيلوا أن ذلك لاشئ مقابل أهداف ومبادئ الثورة وأهمها الثورة على الظلم والفساد والرغبة فى إنقاذ مصر وعودتها لدورها الحيوى إقليميآ ودوليآ والأهم تنمية ونهضة مصر ليعيش أهلها فى رخاء وإزدهار وتوقف السياسات الفاشلة التى تدعم الأغنياء وتسحق الفقراء ولكن السؤال الأهم هل الثورة قدمت شئ لمصر وهل تغيرت أوضاع وحياة المصريين أم مازلنا نعيش مجتمع البؤس والفقر والمرض ودعونا نلقى نظرة عامة على المشهد المصري لنرى هل الثورة فشلت أم لا . سياسيآ المشهد المصري ممزق بين نظام حاكم يري شرعيتة الوحيدة هى صناديق الإنتخابات ودفن الشرعية الثورية داخل عالم الصفقات الذى يتقنة وساهم فى تقسيم المشهد بصورة كبيرة وخلق لنفسة عدد كبير من الأعداء والخصوم بسبب سياساتة البطيئة الفاشلة فى تحقيق طموحات المواطنين ورئيس لايقدم شئ سوى وعود وقرارات لاتنفذ وتلغى فهى على الأغلب غير مدروسة وعلى الجانب الأخر معارضة منقسمة على نفسها لاتفعل شئ سوى الصراخ والإعتراض ولا يمتلكون تواجد فعلى فى الشارع بشكل كبير والأهم هو عدم قدرتهم على إقناع قطاع كبير أنهم البديل للنظام الحالى والمثير للدهشة النظام والمعارضة كلاهما يسعى لسحق وتصفية الأخر . أمنيآ مصر تعيش فى حالة من الفوضى والغياب الأمنى لاتوصف ولا مثيل لها والأدلة كثيرة من حالات الخطف والسرقة والبلطجة وإرهاب المواطنين وشيوع حالة من الغياب الأمنى لدرجة جعلت قطاع كبير من الشعب المصري يشعر بالرعب من النزول من منازلهم فى أوقات معينة فالحالة الأمنية فى مصر مفتقدة ولانعلم هل هى متعمدة أم أن الشرطة المصرية تم القضاء عليها . إقتصاديآ : المشهد مأساوى بكل المقاييس تراجعات وخسارة غير طبيعية فى قطاعات عديدة كالبورصة والسياسة وحركة التجارة الخارجية والمواطن المصري يعيش أزهى حالات إرتفاع الأسعار والضرائب وغياب لبعض السلع وأزمات متعددة فى سلع أخرى والأهم من ذلك هو عدم وجود سياسة مالية وإقتصادية واضحة للحكومة والرئيس فكل مانراه عبارة عن سباق رهيب نحو القروض من كل دول العالم لسد عجز الموازنة ودفع رواتب الموظفين ولم نرى سياسات لجلب وجذب الإستثمارات المحلية والأجنبية لمصر ومحاولة إعادة تشغيل المؤسسات الصناعية والتجارية المتوقفة بالعكس مصر فى أزمة ولا حياة لمن تنادى الإقتصاد يدفع فاتورة الصراع السياسي . إجتماعيآ يشهد المجتمع المصري حالة غريبة مستهجنة مستجدة وهى حالة من عدم الإحترام بين البعض وظهور حالات من التشكيك والتخوين وفقدان الثقة فى كل شئ وأى شئ لدرجة أننا أصبحنا شعب لايصدق أحد وأنعكس ذلك على سلوكيات غريبة مثل عدم إحترام مؤسسات الدولة والمواطنين ويوميآ نسمع عن تعطيل لمصالح حكومية وخدمية والتطاول على موظفين وأطباء ومدرسين وظباط من قبل البعض الذين يعتقدون أن الثورة أعطتهم الحق فى فعل ما يريدون بدون إحترام القانون . ثوريآ لم يحدث شئ أين تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين والغير مؤهلين فكل ما يحدث إحلال رجال الإخوان برجال مبارك وأين إستعادة أموال مصر المنهوبة وأين دعم الشباب لإشراكهم فى تنمية وقيادة البلاد وتهيئة المناخ السياسي والإجتماعى لهم . فى النهاية أترك الرد لكم هل الثورة فشلت ؟