وقف متجمداً ينظر إلي.. غير مصدق ردة فعلي ما الأمر ؟ .. أكنت تظن أني سأتوسل إليك آلا تتركني .. وانتحر تحت قدمك طالبة أن تبقى معي ؟ حياتي دونك بائسة . فقال عامر : لطالما قلتِ لما أكون برفقتك يضيء عالمي . أجل فيما مضي كان يضئ عالمي بقربك .. دفنت روحي داخلك .. فأصبحت أنت .. لكني لم أعد هكذا .. لم أعد دميتك بعد اليوم . فقال عامر : لكنك لم تكني يوما في نظرة دمية .. أنتِ زوجتي وحبيبتي . لا كنت دمية .. تتركني دائما ً لتسعي وراء غيري.. وحينما تمل تعد ..كل مرة تجدني بمكاني لم أبرحه .. لكني انتهيت . فقال عامر : أنت ِ تعلمين مهما رحلت مرساتي هي أنت ِ .. أنتِ شاطئ لمركبي الرحال . مركبك الرحال ضاع شاطئه .. فلتبحث عن آخر . حملت حقيبتي وتقدمت نحو الباب .. أمسك يدي بلمسته الحنونة كعادته حينما يخطئ .. لكني لم أهتم . حاملة في يدي صورة زفافنا .. وقتما نظرت لصورة زفافنا والضحكة اعتلت ثغرنا من الحب .. لكنه لم يعد هكذا.. انقطع الحبل لقطع متعددة . كانت تزين الصورة مدخل المنزل .. يظن من يراها أننا نعيش أجمل حياة . استدارت للخلف وألقيت بها أسفل قدمه .. استمعت لزجاج ينكسر .. كما انكسر كل معني جميل بداخلي . فقال عامر : لما فعلتي ذلك ؟. ما فائدتها ؟ .. هي مجرد ديكور ليس إلا .. كما حولتني .. جعلتني كزجاجة العطر التي نفذ منها عطرها .. وحان وقتي التخلص منها لتأتي بغيرها . فقال عامر : لم أفكر فيكِ هكذا قط . لم تفكر في التخلص مني .. لم يحن الوقت بعد .. أتعرف كيف يكون شعور المرأة حينما تصبح زجاجة عطر فارغة .. مجرد أنتيك علي الطاولة لتزين منزلك .. تقف أمام أصدقاءك متباهي بجمالها . فقال عامر : غادة .. لما تتكلمي قبل اليوم .. لما فضلتِ الصمت ؟ .. صمتك هو السبب . في النهاية أنا السبب .. يستحيل تتغير .. دمرتني ومازالت تقول أنت السبب . خرجت وأغلقت باب ألمي ورائي .. لعلي في يوم أستطع محو جرحي والبدء من جديد .