بقلم عماد القصاص "قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ سورة الحجرات الآية 6 " ما دفعني لكتابة هذا المقال هو ذلك المناخ الغير أخلاقي الذي أصبحنا نعيشه في مصر الأن. والسبب هو تلك الآفة من أفات ألسناتنا نحن البشر إلا وهي الإشاعات أوطان تهتز وخلافات تنشُب وصراعات تشتعل أوطان يمكن أن تحترق بيوت تُدمّر،،وأ ُسر تشرّد، ومحصنات تُقذف ،، وأبرياء تتُهم ،،وأعراض تُخدش ومشاكل إجتماعية وأخلاقية تحدث بسبب إشاعة شائعة مكذوبة ومختلقة...إشاعة حادثة ليس لها أصل ...إشاعة فتنة أو فاحشة....إشاعة عن مسلم في نفسه أو ماله أوعرضه.... إشاعة خبر أوحدث أو قصة أو تُهمة...فهل كل ما يُسمع يُقال؟؟؟ وقد حذر الشارع أشد التحذير من نقل الشخص لكل ما يسمعه، فعن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم . وعن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع) , واسمحوا لي أن أقدم لكم نبذة حاولت أن تكون مختصرة قدر الإمكان عن تعريف الإشاعات وأنواعها بعد أن بينت موقف الشرع والسماء والاخلاق والفطرة السليمة منها لعل الله يكتب لنا النجاة من الفتن وشرورها في هذا الوقت العصيب من عمر الوطن . والشائعات هي : هي كل خبر ٍ مجهول المصدر وليس معه دليل ٌ على صحته ولكن يحتمل الصدق وأنه قابل ٌ للتصديق وتتنوع الشائعات علي النحو التالي من حيث الزمن إلي عدة أنواع أ- الشائعة العنيفة : أي الإشاعة التي تنتشر بسرعة هائلة وعادة ًماتكون قاسية في موضوع الخبر محور الشائعة . ب- الشائعة الزاحفة : أي الشائعة التي تنتشر ببطء ج-الشائعة الغائصة :أي الشائعة التي تنتشر فترة من الزمن ثم تغيب ثم تظهر مرة ثانية وهكذا . ومن حيث الموضوع : فهناك الشائعات الساسية التي تتناول موضوعا ً سياسيا أو تتعلق بالقادة السياسيين وهي من اخطر الشائعات التي تسري في مصر الأن مسري النار في الهشيم. وهناك الشائعات الإقتصادية التي يكون موضوعها يتعلق بالعملة أوبالنموالإقتصادي أوبالبنوك أو بالأسعار وهناك الشائعات العسكرية التي تتمحور حول مايختص بالجيش وقادته وأسلحته وتحركاته وتبقي الدوافع خلف كل هذه الأنواع من الشائعات هي اربع انواع من الدوافع ليس لها بديل ام شائعات تنشر بهدف الكراهية بين الفئات الإجتماعية أو إثارة النعرات الطائفية أوالحزبية أوالعشائرية أو شائعات تنشر تحت تأثير الرغبة والاماني وهي شائعات تعبر عن آمال الجهة المُسْتَهْدِفَة أو الإشاعات التي تهدف إلى إثارةالخوف والقلق عند المدنيين والعسكريين سواءا ً في الجبهة العسكرية أو الجبهة الداخلية وهناك النوع الأخطر من الدوافع وهومايسمي بدافع التوقع أي الإشاعات التي تضع أفراد المجتمع فيٍ حالة من فوضى التوقعات والترقب وكثرة التحليلات الخاطئة خاصة وأن الفنّ في طرح الإشاعة يعتمد على ما فيها من غموضٍ وأهمية ٍ تبعث على الحيرة والدهشة والتساؤل والقلق. وهناك محترفي التأويل أي أن المخططين يضعون تفسيرات وتأويلات للإشاعات ويعملون على تمريرها لأفراد المجتمع المُسْتَهْدَف ف " يزيدون الطين بله وهناك محترفي التشكيك " أي وضع المجتمع في حالة ٍ من التشكيك بالقيادات السياسية و العسكرية لنزع عامل الثقة والمصداقية والتعاون . . وتتلخص أهداف الإشاعات بالتالي : خلق حالةٍ من البلبلة والحيرة والتشتت والقلق تدمير معنويات الشعب والجيش بكثرة الإشاعات التشكيك بالقيادات السياسية والعسكرية ببث إشاعاتٍ تمسُ شرفهم و دورهم وحال عائلاتهم . زعزعة العلاقات الدولية الثُنائيَة وطرح شائعات ٍ تتعلق بالإخلال بالإتفاقيات والمعاهدات من أجل كسب الرأي العام أو تكوين رأي عام رافض أو مؤيد لفكرة ما . ومن المؤسف حقاً هو أن الشائعات تنتشر ُ كسرعة إنتشار النار بالهشيم في ظل عدة عوامل من أهمها : غموض الخبر ، أهمية الخبر ، وقت الخبر والثقافة والوعي الحالة النفسيةو والإستعداد وقبول الإيحاءات و الإنتماء للوطن و أخيرا هذه بعض النصائح للوقاية والعلاج من هذا الخطر الذي يحيط بالوطن واهله في هذه الفترة العصيبة من عمر وطننا الغالي مصر و أهم خطوة لكي نتجنب آثار الإشاعات فإنه لابد من قيام الدولة ، بكافة أجهزتها ، بوضع الخطط اللازمة والكفيلة لمواجهةالإشاعات على الصعيدين؛الوقائي و العلاجي، على أن تعطى الإجراءات الوقائية البعد الرئيسي ثقافيا ً وإعلاميا ً ًوسياسيا ً. ومنها : تدريب الناس على تحليل الأخبار تحليلا ًمنطقيا ً وموضوعيا ًوبشفافية عالية ٍ من خلال عقد الندوات التوعويّة وإستثمار وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة والمرئية والتكنولوجية . أن تبقى القيادات السياسية على إتصال مع الجماهير لبناء حالة من الثقة والمصداقية بينهما . تشكيل مفاهيم الإنتماء للوطن لدى أبناء المجتمع من خلال المناهج والعمل الوظيفي والممارسة وإيلاء الجانب العملي الذي يحقق المصالح الوطنية. بث روح العمل الجماعي . التدرب على الهدوء عند إستقبال أي خبر وإخضاعه للتمحيص والتدقيق ومعرفة مصدره وعدم ترداده إستدامة الإعتزاز بالوطن تحت أي ظرف ، والإعتزاز بالموروث الثقافي والحضري والتاريخي الوطني والقومي .