امرأةُ العِشق الفوْضوي ! 1 - امرأةُ الفوضَى لا أهتمُّ بترتيب أَنْفاسِي في صدْري ولا أخشى الموتَ في الأشعار أغازلُكَ بألَقٍ أنْثويّ في خمسين قصيدة وأُعلنُ براءة القُبلة منَ الظنون ومن احتمالاتِ الغِواية هي قناديلُ النّشوة تتعثّرُ في دمكَ وأنْفَاسكَ فتَمشي مُتَسَرْنِمًا يقُودُكَ التّيهُ إلى السّراب المُشتهى تُكدِّس اللّهفةَ في جيْبكَ باستمرار وتُنَقّطُ باللّون الأزرقِ مياهَ البِحارِ ! 2 - يا رجلا (أَتَنازعُهُ) كالموت احترقتْ جِهاتُكَ الأربعة من شُهُبي ونظراتي ولستُ أرمشُ كثيراً حتى لا تحترق أكثر... وأكثر أني أراكَ (بأصابعي) الآن أراكَ بما يكفي لكي تركضَ بيني ... وبينِي حائراً بين أسماعٍ وأبصار أراكَ بما يكفي ليهطلَ عُمرُك في كلّ اتجاهٍ كرذاذ الأمطار يا لَجبروتِ الأصابعِ يا لَطغيان اللّمسِ إنكَ تتساقط من وجهكَ المرمريّ في تسبيلةَ العيون (الجسُورة) رويدًا ... رويدًا ... لأَنْتشر فيكَ كالأقدارِ ! 3 - جَسدِي يَمْشي عكْس ظِلّي يشاغبُ فوهة البركان ويراقِصُ أجراس نداءاتكَ على دندنات الريح . وضوضاؤُكَ الصامتة تتطاولُ على براءة النهار تنتفضُ أكفّي المخضّبة بالحنّاء لتُعلنَ بأنني امرأةٌ من زمن جَسور ومن تراتيلِ الضّوء والبخور وأساطير فينوس وعشتار أَسحبُ منْ نظراتكَ صبوةً ثم أخرى... أتَنقّل في أوردتكَ كالإعصار. وقطرات المطر تَنْقُر على زجاج روحكَ والغنج يتموسق على إيقاع قُبْلةٍ تعزفها الشفاه سمفونية الذوبان والانصهارِ ! 4 - هذا الليل يزفّ إلَيكَ السفر في كُتلِ الدّخان العنبريّة خَطوُكَ موصُول بطريقي ولا وطنَ لكَ ياحبيبي سوى عيوني وأشعاري يا رجلاً ينبعث بكل الشوق من أبخرة النعناع هذا العالم لنا وحدَنا الآن فمُدَّ أصابعكَ الحائرة خمسًا ... وعَشرًا في العُطور اللّيلكيّة في أحراش اللهفة حتّى تَختفي حواسكَ عن الأنْظار تعلّم طقوس الغوايَة الأبديّة من جَسارةِ صمتٍ خجول فُكّ طلاسم الغنج بشفاهكَ وتمسّكْ بِتلابيبِ الوَرد حتى آخر الرّحِيق ... دَع سبْحة الضوء تَنْفرط منكَ شعاعًا ... شعاعًا لتعْلَق روحكّ الضمآى ما بين الجَنّة .... والنار !