بقلم احمد مصطفى الغر تتعدد الأراء وتتباين عندما تسأل مجموعة من الأشخاص عن من سيدلون بأصواتهم لصالحه فى الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة ، لكل منهم وجهة نظر فى من سينتخبه ، وبرغم هذا التباين فإن أغلبية الاراء لا تحوى حديثاً عن برامج محددة أو خطوات موضوعية سينتهجها هذا المرشح أو ذاك ، الأمر فى معظمه ما هو إلا حديث عن وعود هذا المرشح أو مدى صلاح هذا المرشح وتدينه ، و خبرة هذا فى العمل الادارى والتنظيمى أو إفتقار ذاك للالتحام مع الناس وعدم قدرته على خطف القلوب من اللقاء التلفزيونى الاول ، إذن الأمر برمته لا يعدو كونه إختيار مبنى العواطف والمشاعر فى المقام الاول ، وليس الموضوعية أو الدقة فى تاريخ وثقافة وخبرة كل مرشح . فى الواقع ان غالبية المرشحين ينتهجون مبدأ تحويل الحقائق وإصباغها بصبغة جديدة أخرى ، ففى الوقت الذى تسعى مصر إلى إختيار رئيس شاب وليس كهلاً .. نجد أن عدد من بين المرشحين تجاوزت أعمارهم الستين والسبعين عاماً ، وهم يعتبرون ذلك عامل قوة إذ هو من وجهة نظرهم يصب فى مصلحة عامل الخبرة ، وإذا كان الحديث عن خبرة العمل السياسى فإنهم سيحولون الأمر إلى أن الرئيس ليس من الضرورى أن يكون سياسى أو لديه خبرة سياسية لأنه بكل بساطة سيكون لديه مستشاريين فى كل المجالات ، لكن إذا كان الامر بهذه البساطة فلما لا ننتخب المستشاريين من باب أولى ، وندعهم هم من يحكمونا ؟! لا شك أن الجميع يستخدم الجانب الدينى فى الدعاية الانتخابية ، فهذا يستخدمه كعامل قوة له ، إذ يظهر كمرشح للتيارات الاسلامية ، وفى نفس الوقت يستخدمه البعض الآخر لإخافة الناس من فزاعة الدين والتشدد فى تطبيق الشريعة ، جميعه يستخدمون الدين لتحقيق مكاسب سياسية لكن مع إختلاف طريقة الاستخدام ، وبالرغم من أنه فى واقع الامر ان المصريين متدينين بالاساس ، وليسوا فى حاجة إلى هذا الرئيس أو ذاك ليخبرهم بدينهم ، فتدين المصريين سواء مسلمين أو مسيحين لم يتأثر حتى فى عهد المخلوع حيث كان أمن الدولة يضرب بيد من حديد فى كل الاتجاهات . الانتخابات القادمة لن تحظى بالشغف العارم حتى وان كانت فى غاية الاهمية لمستقبل مصر فى تلك المرحلة تحديداً ، ربما يبرر ذلك حالة التشبع التى باتت لدى المصريين بعد الإستفتاء وما تلاه من انتخابات مجلس الشعب ثم مجلس الشورى ، هذا بخلاف الانتخابات النقابية وحتى الاتحادات الطلابية بالجامعات ، فغالبيتها إما لم تكن لتتم من الأساس أو يتم تزويرها ، لكن أهم ما يميز الناخب المصرى هو أنه ذو حالة مزاجية متقلبة ، كما أن كثيرين لا يحددون موقفهم من المرشحين إلا عند دخولهم من باب المقر الانتخابى ، والبعض يتخذ القرار وهو خلف الستارة حاملاً إستمارة التصويت ، وهذا يعنى أن الكتلة التصويتية الأكبر لم تحدد مرشحها المفضل بعد .. ولن تتضح معالمه إلا مع فرز أخر بطاقة انتخابية ، وهذا يعنى أنه من الصعب التكهن بالرئيس القادم .