للواقع : فوزي فهمي القاهرة - شهدت أسعار البويات في السوق المحلي ارتفاعاً طفيفاً منذ منتصف الشهر الماضي بنسبة تراوحت بين 7 و10% علي الرغم من التراجع الحاد في المبيعات علي خلفية زيادة أسعار مدخلات الإنتاج بجميع أنواعها خاصة المازوت والمشتقات البترولية. قال طارق السلاب، رئيس الشعبة العامة للبويات بالاتحاد العام للغرف التجارية: إن أصحاب مصانع البويات اتجهوا إلي اسطوانات البوتاجاز بسبب عدم توافر المازوت والسولار والذي يستخدم بشكل أساسي في الإنتاج، بالاضافة إلي ارتفاع أسعارها بشكل كبير. أشار إلي ان أسعار المازوت ارتفعت خلال الشهرين الماضيين من 1000 جنيه إلي 1750 جنيها للطن، الأمر الذي دفع أسعار البويات إلي الارتفاع بنسبة تراوحت بين 7 و%10 منذ منتصف الشهر الماضي. أكد أن السوق المحلي تعاني تراجعاً حاداً في الطلب علي البويات منذ اندلاع ثورة 25 يناير، مرجعاً ذلك إلي توقف حركة الانشاء والبناء بشكل كامل، بالاضافة إلي ضعف القدرة الشرائية وتراجع مستوي المعيشة وهو ما أدي إلي توقف عمليات التشطيب. أضاف ان أسعار البويات «اللاكية» اللامع ارتفعت لتصل إلي 22 ألف جنيه للطن مقابل 20 ألفا مطلع العام الجاري، كما سجل «اللاكية الملط» ارتفاعاً 18 ألف جنيه للطن بدلاً من 17 ألفا فقط والبلاستيك زاد من 9 آلاف جنيه إلي 10 آلاف جنيه للطن. أوضح السلاب ان أسعار البويات المستوردة مرتفعة بشكل كبير مقارنة بمثيلتها المحلية، مشيراً إلي ان المنتج الاوروبي يرتفع سعره بنسبة تصل إلي 100% بسبب الاجراءات الحمائية التي اتخذتها الحكومات السابقة وفرض جمارك مرتفعة بشكل يخل بمبدأ المنافسة العادلة بالسوق المحلي. أشار إلي ان السوق المحلي في حاجة مستمرة إلي المنتج المستورد لاستمرار المنافسة وتشجيع المصانع المحلية علي التطوير والارتقاء بمستوي جودة المنتج المحلي حتي يصبح قادراً علي المنافسة سواء في السوقين المحلي والخارجي. قال: إن الحكومات السابقة رفعت الجمارك علي المنتجات المستوردة واتخذت بعض الاجراءات الحمائية بحجة حماية الصناعة المحلية، الا ان تلك الخطوة ساهمت في تدمير مستوي جودة المنتجات المحلية، الأمر الذي جعل العديد من الدول الاوروبية ترفض شحنات من الأثاث المصري بسبب سوء مستوي جودة الدهانات المستخدمة في عملية الطلاء. علي جانب آخر، رفض السلاب الاتجاه لفرض ضرائب اضافية علي القطاع التجاري بنسبة 5% خاصة في ظل حالة الركود التي يعاني منها السوق المحلي وزيادة الأبعاء علي التجار، مؤكداً أن فرض ضرائب اضافية يعني تعرض أصحاب المحلات التجارية لمزيد من الخسائر، وسيدفعهم إلي تقليص العمالة لتقليل النفقات. شدد السلاب علي ضرورة إعادة النظر في نسبة التأمينات التي تحصل عليها الدولة عن كل عامل بالشركة والتي يتحمل صاحب المنشأة 40% منها والعامل 20%، مؤكداً انها تمثل عبئا علي صاحب المؤسسة وتدفعه لرفض التأمين علي العاملين. أوضح السلاب ان الشعبة بصدد عقد اجتماع نهاية الشهر الجاري لمناقشة عدد من القضايا، أبرزها وضع السوق وتراجع المبيعات، بالاضافة إلي البحث عن أسواق جديدة لتصدير البويات المحلية خاصة من الأنواع المتعلقة بالأثاث والسيارات. أضاف ان الشعبة ارسلت خطاباً لغرفة جدة التجارية بالسعودية لتوقيع بروتوكول تعاون مع شعبة الحدايد والبويات بها لتنشيط التبادل التجاري وتبادل الخبرات بين أعضاء الشعبتين. توقع محمد ابراهيم، مدير بشركة «باكين» للبويات ان تشهد حركة المبيعات رواجاً مطلع شهر ابريل مع بدء عودة المصريين المقيمين بالخارج واقتراب فصل الصيف. أكد أن فصل الشتاء عادة ما يشهد تراجعاً في الطلب علي البويات والدهانات نظراً لأن نسبة كبيرة من المواطنين تفضل اجراء عمليات التشطيب خلال الصيف. اضاف ان سوق العقارات شهد خلال العام الماضي أساليب جديدة في عمليات التسويق أبرزها بيع الوحدات نصف تشطيب لخفض النفقات، وطرح وحدات بأسعار أقل من محاولة لتنشيط السوق وتوفير سيولة الأمر الذي اثر سلباً علي مبيعات البويات والدهانات.