للواقع : أحمد سعيد الداخلية كانت العدو الأول للسلفيين، قبل الثورة، فلحية السلفى كانت تستفز ضابط الداخلية، وتخرج مواهبه الدفينة فى الاستفزاز، ولكن جاء الزمن الذى يعلن فيه بعض الضباط عن إطلاق لحاهم، فى الوقت الذى يفكر فيه أعداؤهم القدامى، السلفيون، فى نقل الأمر إلى مجلس الشعب، للدفاع عن إخوة اللحية فى «الداخلية». الداخلية انتفضت. إنها تعلم أنه لا شىء فى القانون يمنع إطلاق اللحية، ولكنها يجب أن تتصرف. هكذا وزّعت كتيبات لمتابعة حلاقة اللحية، وهددت بنقل الضباط الملتحين، وإبعادهم، وفصلهم، غير أن قياداتها، ونحن أيضا، لا نعرف كيف ستتطور الأمور فى الفترة المقبلة، وهل ستنبت اللحية فى جسد كان يرفضها، ويعتبرها عدوه الأول... باختصار.. كيف ستنتهى تلك المحطة العبثية من تاريخ مصر؟ يقول صاحب صفحة «أنا ضابط ملتحى» على «فيسبوك»، النقيب عمر فاروق «هناك ضباط قاموا بقتل الثوار ورفض وزير الداخلية السابق منصور العيسوى إنهاء خدمتهم أو وقفهم عن العمل، أما نحن عندما نطلق لحانا فإننا نهدد بالوقف عن العمل، ويتم ملاحقتنا بإرسال كتب دورية إلى مديريات الأمن التى نعمل بها تقضى بضرورة متابعة نشاط (الموس) الدائر على لحى الضباط والأفراد، والإبلاغ عن أى ضابط يرفض أن يمس الموس لحيته». الضابط النقيب عاد مفجرا قضية «لحية الداخلية» بعد القرار الذى صدر أمس بنقل النقيب هانى الشاكرى المتحدث الرسمى لصفحة «أنا ضابط ملتحى»، الذى يعمل فى قطاع الأمن المركزى بسجن برج العرب فى الإسكندرية، إلى قطاع الأمن العام، وذلك بهدف عزله عن زملائه الضباط المتعاطفين معه. النقيب محمد حسام، أحد ضباط الائتلاف المنضم إلى صفحة «أنا ضابط ملتحى»، قال فى أحد تصريحاته إن هؤلاء الضباط يتمتعون بسمعة طيبة، وإن أسوأ ما فى الأمر أن الجهة المنوط بها تنفيذ القانون هى أول من خالف ذلك القانون، فى إشارة إلى وزارة الداخلية. وإذا كان البعض يؤكد استحالة أن نرى يوما ضباطا ملتحين، داخل الأقسام، أو فى مديريات الأمن، أو فى الشارع، فإن «فيسبوك» لا يعرف لغة المستحيلات، حيث نشرت صفحة «أنا ضابط ملتحى» صورا لثلاثة أشخاص بلحى يرتدون زى الشرطة، قال أصحابها إنهم ضباط، وهم: النقيب وليد الحسينى، والنقيب هانى الشاكرى، والعقيد ياسر جمعة. الصور المنشورة أثارت رد فعل قويا، بين رواد الصفحة، التى وصل المشتركون فيها، حتى مثول الجريدة للطبع، إلى 13.222 مشتركا، كان من بينهم ضباط وأمناء وأفراد شرطة، أثنوا على ما تنشره الصفحة من موضوعات، مثل أحمد أبو زيد الذى كتب قائلا «أحب أقول لكم أبشروا، معظم أمناء وأفراد مديرية أمن بنى سويف، يؤيدونكم وقريبا جدا سنعلنها مدوية فى وجه كل من يحاول أن يثنينا عن الامتثال لأمر نبينا الذى قاد العالم وكان ملتحيا». بينما كتب لواء بالمعاش، أنه التحى بمجرد خروجه من الخدمة، لكن الصفحة نشرت عددا من التعليقات المعارضة، فكتب أحمد حامد «أنا ظابط شرطة وشايف إنكو طالبى شهرة، وبلاش تمثيل، نتقى الله فى شغلنا الأول».