والأن .. ماذا تنتظر لم يبق إلا الموت - وحده يأتي بلا انتظار- لم يبق إلا الله لم يكرهك -هكذا كانت حكمته- ماذا تنتظر.. لم يبق إلا العار والعار والعار . أنت أطفأت كل الشموس حواليك وألقيت كل الأنبياء في النار - وحدهم كانوا يعرفون الطريق للشاطئ ... ويشقون البحار- دائما كنت وحدك... تحرق الأرض وحدك تلقى التراب على صلواتنا ونكمل بعدك تسرق قمحنا وملحنا ونغفر حقدك كنت تعرف - ككل الشياطين صينية الصنع - أن النور يقتلك والماء يقتلك والطين يقتلك - ها أنت تتخلص من جذور أدميتك- وأراك تعبت من الحرائق والموت ومازلت تسجن دميتك القديمة وحدها كانت معك حين طردوك من الصف يوم قلت أن أدم رفض السجود للشيطان رغم إلحاح الله أنا أيضا طردت .....يوم قلت أن أدم رفض الرجوع للجنة حين رأى مصر وحدها دميتك - وقد خبأتها في ماسورة مسدسك - هي من يستطيع أن يطلق أدميتك وحدها دميتك - ........وقد اختلطت بالرصاص والنار - لم يعد من الممكن أن تستدير للوراء أو تستدير للفرار والطريق لن يمنحك خطوة أخرى ..... وحدها دميتك وأراك تعبت من الحرائق والموت والذاكرة التي ضاعت - أنت رهنتها عند قاتل يهودي لأجل يوم من القبح- نراك ونعرف أنك لا تغلق عينيك حين تنام ونعرف حلمك الأسوأ أن تصحو فتكون أنت.. أنت وتكون أنت ..بجوارك ندرك كل الرعب الذي يأكلك - حتى النار تكتشف مع الوقت أنها قد تأكل نفسها – القيامة الأن أقرب منك إليك وأقرب لعرشك منك وأقرب .........وأقرب ماذا تنتظر ربما تريد أن تحرق المعبد أملا في لعنة خالدة وعار أبدى عندها ستحرق دميتك الوحيدة - وحدها من سيكون في وداعك إلى العار ..والعار ..والعار - لا تنتظر وأطلق دميتك الوحيدة - من ماسورة مسدسك- ربما تشرب الأرض دمك ربما تحنو على رفاتك الملعون ربما تمنحك عذرا أخيرا كشيطان تراجع قبل القيامة .... وقبل الانفجار ماذا تنتظر لم يبق إلا العار والعار والعار.