أقام المجلس الأعلى للثقافة بالزمالك يوم الأحد الماضي أمسية تأبين للروائي الراحل/خيري شلبي شارك فيها الأستاذ الدكتور/ جابر عصفور، والشاعر الأستاذ/ شعبان يوسف، والأستاذ الدكتور/ حسين حمودة. تناولوا فيها أهم مميزات الكاتب الراحل وظروف نشأته وموهبته ودراسته. وقد تناول في كلمته الدكتور/جابر عصفور الصلة بين اللغة الشفهية التي يتحدث بها والروائية التي يكتبها مسافة صغيرة تكادُ تنعدمُ إلا عند يوسف إدريس بما يُسمى ببلاغة العامية المصرية. وموضوع خيري شلبي الأساسي في أغلب رواياته هو المهمشون وقد فتح هذا المجال باتساع أفق. فقد كان خيري شلبي عند كتابته للرواية تنتابه حالة من تقمص الوجدان، فالكتابةُ لديه تأتي بما تشاء ولا موانع عليها. وخيري شلبي هو صانع أنماط ممتاز فهناك شخصيات تتخيلها وتستطيع رؤية ملامحها من كتاباته. فخيري شلبي هو كاتب شعب قاع القاع في المجتمع فقد كتب الراحل المقموعين الذين يتحولون إلى قامعين في النهاية. وأُخِذَ على الكاتب الراحل أنه أحيانًا يضيع منه البناء الروائي. بينما ألقى الدكتور/حسين حمودة في بداية حديثه تحيةً إلى أسرتي الكاتب الصغيرة وهي عائلته والكبيرة وهي مصر وأشار إلى بعض التفاصيل الخاصة بتجربة خيري شلبي من روايته الأولى في السبعينيات (اللعب خارج الحلبة) مرورًا بأعمال أخرى، حيثُ تلاشت هالةُ تقنيات الكتابة المقرونة بنماذج بعينها وفي كتابته ما يلوح لمثل هذا التوجه واحتفاء بالتفاصيل قد يراهُ البعضُ زائدًا عن الحد. وقيمة الارتحال أهم وأبقى من قيمة الوصول. وحياة الإنسان لديه ترتقي إلى مصافات الحكمة فهو كاتبٌ آمن بأن الحكمة ممارسة. أما الدكتور/ محمد إبراهيم طه فقد أشار إلى قدرته العجيبة على الإمساك بتلابيب قارئه حتى الصفحات الأخيرة من رواياته، ووصفه بأنه كان "ماكينة حكي بشرية" حيث كان يكتب العمل الروائي لأكثر من عشر مرات وحتى وفاته كان يكتب بالقلم الحبر المستورد وكان يشبه الرواية بتأسيس البيت، وفي رأيه كما قال: كان أشبه بكاتب المحكمة العمومية، فقد كان يكتب لمدة عشر ساعات باليوم حيث يستل القلم الحبر حتى إذا ما انتهى الحبرُ منه يستلُّ الآخر حتى لا يعطله ملء الحبر بالقلم عن الكتابة. وأخيرًا قال عنه:"أظنُ أن أقوى عضوين في جسد خيري شلبي كانا عقله وأنامله." وقد أصدر المجلسُ كتابًا يتناولُ حياة الكاتب والروائي الراحل خيري شلبي من إعداد الشاعر/ شعبان يوسف.