بقلم احمد الهادي عندما يري بعض الناس هذا المشهد سيُخدع ويظن انه حقيقي وينسي اي شئ قبل ذلك ويتناسي التاريخ الذي يحاول القواد تكذيبه ولكن لن يستطع ابدا . مع العلم ان ما يحدث طبيعي وامر متوقع فكلام القديسين المعسول سيُشعرك انك ستفوز بنعيم الجنة ويوصف لك حياة غير الحياة ويبني لك القصور والامال وانت تنسي او تتناسي ولا تفكر في اي شئ ولا تريد ان تري دلائل فكلامهم كان له مفعول السحر عليك ، ولا تفوق منه الا وانت تري القواد يسوق العاهرة لينشروا فسادهم في الارض . القواد دائما يسعي ان يكون صاحب سلطة تحميه وتحمي مصالحه ، ويكون حريص كل الحرص علي الا يظهر علي الناس الا في الثوب الطاهر النقي الذي لا يتفوه بحرف الا ويصاحبه موعظة واذا احتاج الامر يستشهد بالكتب السماوية ، ويظل هكذا حتي توافيه المنية وبعدها يعرف الناس ماذا كان يفعل ومن هو حقا . فبعد ان كان القواد هو الذي يقود الفاعل لارتكاب فعلته بالمفعول به في ارتكاب الرزائل ، فالاّن القواد في السياسة يسعي للسلطة ويقود الفاسدين من اتباع النظام البائد والبلطجية التي لا تعرف سوي لغة واحدة هي لغة المال والمصلحة ، يقودهم لكي ينتشروا في البلد مرة اخري ليهيئوا مناخا صالحا كي ينتشر الفساد وتسود العتمة من جديد بعد ان عرفنا طعم النور . هذا حال بلدنا يا سادة هذه الايام ، انتظار المجهول الذي حجة من ينتظروه الان هي انه مجهول ، ولكنهم اغفلوا التاريخ والدلائل وثلاثين عاما من حكم عسكر لا يعرفوا سوي الاستبداد مهما حاولوا ان يتجملوا او يظهروا علينا بالوجوه البريئة . وفلول الحزب الوطني يهددوا بقطع السكك الحديدية وتدمير البلاد ، معترضين علي ان نحصل علي حق من حقوقنا وهو تطبيق قانون الغدر الذي كان من المفترض ان يطبق منذ شهور ، ولعل احد الاسباب في وجهة نظري التي تسببت في الوعكة السياسية التي نعيشها من بعد الثورة مباشرة هي عدم تطبيق هذا القانون . فالعسكر الي الان متمسكين ان يعطوا للفاسدين الامل في بناء فسادهم من جديد ، وتصرفهم يجعلك تضعهم امامك في صورتين اما فاسد طالح او فاسد تائب يملكه الخوف من ان تزال الستارة من علي ما مضي من فساده. يا من تظن نفسك من حميت ومن انحيت ، فالثورة لما يحمها سوي ابناءها المخلصين الذين صمدوا ودماء الشهداء التي سالت وهي تطالب بالحرية ، والفاسد الطاغية لم ينحيه سوي شعب انتصر بارادة من حديد .