بقلم محمد غالية خلافات ، لاشىء يطفو على السطح سوى الخلاف الحاد بين كل التيارات ، خلافات حول هوية الدولة هل هى علمانية أم مدنية أم مدنية بهوية إسلامية أم دولة اسلامية ، وخلافات حول الدستور، معضلة الدستور أولا أم الإنتخابات أولا ؟! والوقت الآن لم يعد يسمح بمثل هذه الخلافات ، فلابد أن نجتمع على المصلحة ، والمصلحة لن تتحقق إلا بحوار سياسى لتقريب وجهات النظر ، ليتكامل فقه الواقع مع فقه الدين ، وعلوم الدين مع علوم الدنيا ، فلنتناقش ليتضح امام الناس النفيس والزبد ، فحينها ستظهر الحقيقة عارية أمام الجميع ، وحينها يستطيعون أن يقرروا ، فهذه هى الحرية التى نريدها ، ان يقول كل واحد رأيه ولكن عن فهم وعى ، ليس لرأى المسجد أو الكنيسة طالما اننا نتناقش فى أمور الدنيا . لماذا يخشى الجميع المواجهة ويسارعون فى الحرب من بعيد ؟ ولماذا اعتدنا أن نضمرلبعضنا التخوين والسفه والجهل دون أن نفترض حسن الظن فى الأخر ، لاأعلم كيف بالنخبة لا تستطيع أن تتحاور مع بعضها البعض ، فكيف سيتحاور العامة ؟! إن سفينة الوطن ستدوم بنا او بغيرنا وكما قال المخلوع ( الوطن باق ِ والأشخاص ذائلون ) فرفقا بأنفسكم ، لأننا جميعا شركاء فى حب هذا الوطن ، ولكن حذار فمن الحب ما قتل ، فإن بقينا فى تلك الفتنة ، سيذكرنا التاريخ حينها ويلعنا لأننا صنعنا ثورة ثم حطمناها ، فبئس تلك الثورة إذا إن تحولت ثورتنا إلى هذا النوع . الأمرلم يعد مصير جيل بل أصبح مصير دولة وسنوات قادمة ، ومصير امة تعيش على أمل استفاقة مصر ، لذا فلا تجعلوا التاريخ يلعنا على تضيع حقوق هذا الوطن ، لنتكاتف ونتعاون قبل أن تغرق السفينة ..