رغم الاستعداد الجيد للمشاركة المصرية بقوة في فعاليات بورصة لندن السياحية الدولية التي انطلقت يوم الاثنين الماضى، ورغم حالة التفاؤل التي سادت المجتمع السياحي المصرى بأن الحركة السياحية ستعود من جديد وأن التدفقات من الأسواق المختلفة بدأت تتعافى، إلا أنه قد اصطدم كل هذا التفاؤل بقرار الحكومة البريطانية بوقف الرحلات الجوية بين بريطانيا ومطار شرم الشيخ تحديداً برغم أنه قد توفر لها قرائن تشير إلي أن سقوط الطائرة الروسية المنكوبة الأسبوع الماضى والتي راح ضحيتها 24 سائحاً كان بسبب عمل تخريبى تم لها قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ. وقد تزامنت هذه الصدمة مع اليوم الأول لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للعاصمة البريطانية لندن بإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني حول مستقبل التعاون بين البلدين. حادث الطائرة المنكوبة والقرار البريطاني بوقف الطيران ألقى بظلاله علي جناح مصر في بورصة لندن ومازاد الطين بلة أن فلول جماعة الإخوان الإرهابية وشراذم السلفيين المتطرفين المقيمين في بريطانيا وهم بالمئات قد جندوا أنفسهم لنشر هذه الشائعات المغرضة والكاذبة بهدف ضرب زيارة الرئيس وضرب التواجد المصرى في بورصة لندن السياحية أو بمعني آخر ضرب الاقتصاد المصرى الذي يحاول أن يتعافى بكل وشتي الطرق، بل وصل الأمر لهؤلاء الخونة أن جندوا حوالى 50 عضواً في مجلس العموم البريطاني لتأييد موقفهم ضد مصر مما يعد استقواء بالخارج على بلادهم وهي جريمة تعادل جريمة خيانة الوطن. وقد أدى قرار الحكومة البريطانية بوقف رحلات الطيران إلى شرم الشيخ إلي حدوث بلبلة كبيرة وقلق وإزعاج شديد بين السائحين البريطانيين الموجودين في شرم الشيخ حالياً وعددهم يقارب العشرين ألفاً أصبحوا في قلق من طريقة عودتهم إلي بلادهم، بل إن بعضهم صرح للإعلام بأنهم يشعرون بأنهم مشردون، لاسيما أن بيان وزارة الخارجية البريطانية أشار إلى أن مسألة استئناف الطيران قد تستغرق حتي عشرة أيام. وتعقيباً على ذلك قال أحمد الخادم وزير السياحة في حكومة الوفد بأنه من الضروري أن تقوم وزارة السياحة المصرية وهيئة تنشيط السياحة من خلال مكاتبها في الخارج ومن خلال شركات العلاقات العامة المتعاقد معها دولياً أن تقوم برصد دقيق لكل محاولات المقاصد السياحية المنافسة لمصر للاستفادة من هذا الموقف أو الترويج لتشويه صورة مصر في الأسواق المختلفة والتعامل مع تلك المحاولات بمنتهي الطرق علي الصعيد الدبلوماسي والمهني السياحي، وتقديم شكاوي لمنظمة السياحة العالمية ضد أى دولة أو جهة تتعمد الإساءة لمصر وصورتها باستقلال هذه الظروف المؤسفة. و«دنيا السياحة» تدعو جميع الأطراف المصرية المعنية وعلى رأسها اتحاد الغرف السياحية ووزارة السياحة وهيئة التنشيط ووزارة الخارجية بكل إمكانياتها الموجودة في جميع دول العالم والهيئة العامة للاستعلامات أن تسارع بكل جهد ممكن لتحسين الصورة الذهنية لمصر في الخارج والتأكيد على أن مصر لا تألو جهداً لتأمين السياحة والسائحين علي كل شبر من أرضها.
