الحقيقة أنني متفائلة جدا بالتواجد المصري في بورصة لندن، خاصة أن هناك وعودا من أعضاء اتحاد الشركات الألمانية في المؤتمر الذي عقد في الأقصر أخيرا بتنظيم رحلات للسياح الألمان إلى الأقصر وأسوان. غدا يبدأ أكبر مهرجان للسياحة الدولية وهى بورصة لندن، التي تُعد من أهم الفعاليات الدولية، وثاني أكبر بورصة سياحة في العالم بعد بورصة برلين والتي تشارك مصر فيها بوفد رفيع المستوى برئاسة هشام زعزوع، وزير السياحة، حتى يمكن لمصر أن تروج لمناطقها السياحية، فجميع الشركات الأوروبية المصدرة للسياح تشارك في هذه البورصة. ومشاركة مصر في بورصة لندن فرصة كبيرة لتحسين صورتها في الخارج، ومحاولة لإعادة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية خلال المرحلة المقبلة.. بعد المحاولات الفاشلة لضرب السياحة والاقتصاد المصري، وتتابع المظاهرات والأحداث الإرهابية، والحمد لله أنها كلها فشلت بعد أن اكتشف العالم أن ما يحدث في مصر هو إرهاب وإعلان أمريكا ذلك وأنها تدعم القاهرة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حدودها من الإرهاب. لقد بدأت مصر خطواتها على الطريق الصحيح بعد انتهائها من إصدار الدستور والاستفتاء عليه والانتخابات الرئاسية، وفي الطريق إلى الانتخابات البرلمانية لتكتمل الحياة الديمقراطية في مصر. ودعما لهذه الجهود، فقد حرص سامح شكري، وزير الخارجية، خلال زيارته لبريطانيا هذا الأسبوع، على أن يؤكد في اتصالاته ولقاءاته مع كبار المسئولين استعداد مصر لاستقبال الوفود السياحية البريطانية. كل هذا سيكون له مردود كبير وقوي لمشاركة مصر في السوق السياحية الكبيرة التي تبدأ فعالياتها غدا بصورة تنعكس على الاتصالات وعمليات التسويق والترويج لإعداد البرامج السياحية إلى مصر. هذا التواجد القوي سيعطي دفعة قوية للسياحة في مصر في المواسم المقبلة.. والأمل كبير في عقد صفقات واتفاقيات وتفعيلها بفضل أجندة الوفد المصري، والتي تتضمن لقاءات مكثفة لهشام زعزوع، وزير السياحة، وأعضاء الوفد من ممثلي الشركات السياحية والفندقية مع منظمي الرحلات المشاركة، وسيكون تواجد مسئولي الطيران العارض (شارتر) هام جدا للمشاركة في تنظيم رحلات ثقافية للمناطق الأثرية والسياحة الشاطئية في مناطق مثل الغردقة وشرم الشيخ. والحقيقة أنني متفائلة جدا بالتواجد المصري في بورصة لندن، خاصة أن هناك وعودا من أعضاء اتحاد الشركات الألمانية في المؤتمر الذي عقد في الأقصر أخيرا بتنظيم رحلات للسياح الألمان إلى الأقصر وأسوان. ومتفائلة أيضا بتصريحات هشام زعزوع، وزير السياحة، بأن قطاع السياحة شهد معدلات نمو قياسية خلال الستة أشهر الماضية، وهو ما يؤكد نجاح جميع الجهود والخطط، التي تم وضعها لاستعادة معدلات النمو التي تم تحقيقها قبل ثورة 25 يناير، والذي أكد أن صناعة السياحة من أهم القطاعات التي ستعزز من دفع معدلات نمو الاقتصاد المصري في الوقت الحالي، بعد عودة الثقة مجددًا في المقصد السياحي المصري على مستوى العالم، إلى جانب قدرة صناعة السياحة على استيعاب وتوفير فرص عمل جديدة، فضلا عن تنشيط باقي القطاعات الاقتصادية. وقال الوزير إن حركة السياحة لمصر حققت معدلات نمو خلال شهر يوليو الماضي بنحو 76.7% مقارنة بنحو 20% خلال نفس الشهر من العام الماضي، فيما سجلت معدلات نمو السياحة الوافدة لمصر خلال شهر سبتمبر الماضي نحو 193.5% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، ما يؤكد ثقة السياح في المقصد السياحي المصري. وأعلن الوزير أيضا عن استراتيجية تعدها الوزارة لدعم السياحة النيلية بالتعاون مع القطاع الخاص، كأحد أهم المنتجات التي ستشهد نموا ملحوظاً خلال الفترة المقبلة، وأكد استمرار الحملات الترويجية للمقاصد السياحية عبر الإنترنت، والتي تم رصد 4.5 مليون دولار لها وتهدف إلى بث مباشر للمناطق السياحية من خلال كاميرات، ويستطيع السائح في أي دولة أن يشاهد حالة الشوارع والمقاصد السياحية ليطمئن قبل أن يأتي لمصر. وأوضح أنه خلال الفترة من 3 إلى 5 سنوات المقبلة سيتم تعميم مفهوم السياحة الخضراء، مشيرا إلى أنه سيتم إعلان مدينة الجونة أول مدينة للسياحة الخضراء بمصر، وأن مصر تتمتع بمقومات كبيرة تؤهلها للمنافسة عالميا في مجال السياحة العلاجية، وهو ما تعكف الوزارة حاليا على تطوير والترويج لهذا النوع من السياحة والذي سيضيف كثيرا إلى المقصد السياحي المصري، وأن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، وهو من أهم المشروعات الحالية لتنشيط السياحة الدينية الوافدة لمصر. كما أكد زعزوع أنه تم تزويد الأتوبيسات السياحة بأجهزة تتبع (GPS) لمواجهة حوادث الطرق، فضلا عن إجراء تحليلات للسائقين للتأكد من سلامتهم قبل رحلات السفر. ويمكنني القول إن السياحة المصرية في طريقها لاستعادة عافيتها لتعود مرة أخرى قاطرة للاقتصاد القومي بما تحققه من عائد بالعملات الصعبة، ولكن تحقيق هذا الهدف يتوقف علينا وعلى مدى مساندتنا للدولة ونجاحنا في إقرار الأمن والاستقرار. نقلا عن "الأخبار"