شنت الشرطة التركية، الثلاثاء، حملات اعتقالات مكثفة ضد معارضي الرئيس التركي بالتزامن مع ضربات مكثفة على مواقع الأكراد، وذلك في إطار تشديد السلطات من قبضتها بعد نجاح الحزب الحاكم في استعادة الأغلبية البرلمانية. وبعد يومين على نجاح "العدالة والتنمية" في استعادة الأغلبية التي تسمح له لتشكيل الحكومة بمفرده، شهدت الأراضي التركية حملات أمنية طالت صحفيين وموظفين حكوميين موالين لعبدالله غولن خصم الرئيس رجب طيب أردوغان. وبالتوازي مع المداهمات والاعتقالات، شن سلاح الجو التركي غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراقوجنوب شرق تركيا، في حين شهدت المناطق ذات الغالبية الكردية صدامات دامية بين قوات الأمن والأكراد. على صعيد الحملات الأمنية، اتهمت محكمة في اسطنبول مسؤولين في مجلة "نقطة" المعارضة أحدهما رئيس التحرير، بعد أن انتقدت فوز الحزب الذي ينتمي إليه أردوغان في الانتخابات التشريعية، وأودعتهما السجن "بمحاولة انقلاب" وخلال مداهمات نفذت عند الفجر شملت 18 إقليما في تركيا، أوقفت الشرطة عشرات الأشخاص بينهم قائد شرطة سابق في أزمير وثلاثة من حكام الولايات، بتهمة أنهم أعضاء في "جماعة غولن الإرهابية"، على حد وصف الادعاء. وقال مكتب الادعاء في مدينة أزمير إنه أمر السلطات الأمنية باعتقال 57 شخصا، بينهم ضباط ومسؤولين في الإدارات المحلية، يعتقد أنهم أعضاء في الجماعة، بزعم أنه سعوا إلى تطهير الجيش من خلال تدبير قضية تجسس عام 2012. أما على صعيد العمليات العسكرية، فقد أعلن الجيش، الثلاثاء، أن طائراته دمرت "مخابئ وكهوف ومخازن أسلحة يستخدمها إرهابيون من المنظمة الإرهابية الانفصالية، بقصف جوي في محافظة هكاري وشمال العراق" الاثنين. واستهدفت الغارات قواعد لحزب العمال الكردستاني في محافظة هكاري، التي تعد غالبية كردية في جنوب شرق البلاد قرب الحدود العراقية، وكذلك عدة مناطق في شمال العراق، بينها معقل الحزب الرئيسي في جبال قنديل. كما قال مصدر بالأجهزة الأمنية أن اثنين من عناصر "العمال الكردستاني" قتلا بمواجهات مع القوات الأمنية في محافظة هكاري، في كشف مكتب حاكم محافظة دياربكر أن ناشط، مقرب من الحزب، لقي مصرعه في سيلفان. جدير بالذكر أن معارضي أردوغان يتهمونه بأنه أطاح بعملية السلام مع حزب العمال بعيد الانتخابات التي خسر فيها الأغلبية قبل 5 أشهر، وذلك لشد العصب القومي قبل الذهاب إلى الانتخابات المكرة التي جرت الأحد وانتهت بفوز العدالة والتنمية.