دعا الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الاتحاد الأوربي والدول الغربية إلى دعم مشاريع التنمية والجهود المصرية الحالية الحثيثة بعد ثورة يناير الساعية إلى الارتقاء بمستوي معيشة المواطنين وتقديم مزيد من المساندة على جميع المستويات للنهوض بالحالة العلمية والبحثية والاقتصادية والصناعية والتجارية لإرساء قواعد متينة لدولة مدنية متطورة أساسها العلم والإيمان بالله . وقال المفتي خلال استقباله سفير الدنمارك بالقاهرة كريستيان هوبي بدار الإفتاء إن على الدول الغربية القيام بدورها في العمل على الدفاع عن حقوق الأقليات وحماية التعددية الثقافية والعقائدية واحترام ثقافة الآخرين والوقوف أمام حملات الترويج لثقافة الكراهية، والازدراء، لافتا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة ظاهرة الخوف من الإسلام المتزايدة في بعض الدول الغربية. وأضاف فضيلة المفتي أننا كمسلمين ملتزمون بأدب الحوار ونأمل أن نغلق ما خلفته أزمة الرسوم المسيئة للإسلام بالدنمارك من الآلام لجميع المسلمين في أنحاء العالم، ومنهم جالية مسلمة من أبناء الدانمرك وحاملي جنسيتها" وأن نسعى جميعا بكل ما أوتينا من قوة لوضع آليات نضمن عدم تكرارها . وقال مفتي الجمهورية أننا نأمل أن يشهد الزمن القريب التعاون بين المؤسسات الإسلامية ودولة الدنمارك طفرة في مجال الحوار بين الأديان خاصة بين المؤسسات الدينية والاجتماعية ذات التأثير والانتقال بالحوار إلى مرحلة التفعيل والتطبيق العملي بعيدًا عن الحوارات النظرية لنصل بهذه الجهود إلى مشاريع يشعر به المواطن العادي وتخدم الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للواقع الذي يعيش فيه ليكون دليلا على صدق النوايا نحو شراكة عالمية أساسها العدل والتعاون، والرغبة في التعايش السلمي كما تنص على ذلك الديانات السماوية. وأضاف أن التعايش بين المسلمين وغيرهم من أهل الأديان ينبغي أن ينطلق من الثقة والاحترام المتبادلين ومن الرغبة في التعاون لخير الإنسانية في المجالات ذات الاهتمام المشترك وإقامة جسور للتقارب الإنساني, كذلك ينبغي أن يشمل التعايش بين الأديان العمل المشترك لمحاربة الانفلات والانحلال الخلقي وتفكك الأسرة والمحافظة على البيئة ومقاومة كل الآفات والأوبئة التي تهدد سلامة كيان الفرد والمجتمع الإنساني ككل. وأشار المفتي في حديثة إلى أن التناول الإعلامي الغربي للقضايا الوطنية بمصر والعالم الإسلامي مازال غير ملتزم بالموضوعية المهنية وأنه يجب على تلك المؤسسات مراعاة عدم تضخيم الأمور بما لا يعكس حقيقتها على الإطلاق، وأن يبرز الجوانب المضيئة في حياة شعوب المنطقة من جانبه أكد السفير الدنماركي بالقاهرة السيد كريستيان هوبي دعم بلاده الكامل لمصر وشعبها بعد ثوره 25 يناير مشيرا إلى أن الحكومة والشعب الدنماركي يتطلعان إلى طي صفحات أزمة الرسوم آملين في مزيد من التعاون مع المؤسسة الإسلامية في مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء في مد جسور التواصل وحوار لنقل الصور الحقيقية والمضيئة في العالم الإسلامي القائمة على السلام والعدل والوسطية .