رد اعتبار.. مصرى بقلم:وجدى زين الدين منذ 30 دقيقة 1 ثانية هى فعلاً جمعة الغضب الثالثة، عندما يتوافق الرأى المصرى على ضرورة توصيل رسالة واضحة لا لبس فيها أن المصريين لا يرغبون فى أية علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيونى، وأنه بات ضرورة قطع هذه العلاقات وطرد سفير أبناء صهيون من الأراضى المصرية.. عندما يقوم المصريون بكل طوائفهم السياسية والمذهبية بتحطيم الجدار العازل والفاصل الذى يحمى سفارة إسرائيل ويدخلون إلى مقر السفارة، فهذا يعنى بوضوح شديد أن المصريين لم يكن لديهم أبداً أية قناعات فى هذه العلاقة الشاذة التى أقامها الرئيس أنور السادات، وحافظ عليها بخنوع الرئيس السابق حسنى مبارك، وامتثل لكل رغبات الصهاينة الذين فاقت تصوراتهم كل الحدود والأوصاف. الذى فعله المصريون يوم الجمعة هو توافق وطنى رائع بين كل القوى الوطنية المصرية، لإبلاغ إسرائيل وأمريكا، أن أبناء النيل فرض عليهم حكامهم الطغاة هذه العلاقة الشاذة وهذا دليل على رغبة شعبية أكيدة فى طرد السفير الإسرائيلى، وتعديل الشروط المجحفة فى حق المصريين فيما يتعلق باتفاقية كامب ديفيد، فمن غير المقبول أو المعقول أن تتضمن شروط هذه الاتفاقية أن تكون أول دبابة مصرية على بعد «150» كيلو متراًمن الحدود. فأى عقل ومنطق يقبل ذلك. ولم يكن الرئيس السادات مجبراً على توقيع هذه الشروط المجحفة إلا لإرضاء أمريكا وحليفتها المدللة إسرائيل.. ويأتى من بعده الرئيس السابق مبارك، ليبارك هذه الشروط المجحفة، ونسى الطغاة أن المصريين مهما صبروا لن يزيدهم هذا إلا إصراراً على رفض الظلم الواقع عليهم. نسى هؤلاء الطغاة أن المصريين لن يرضخوا مهما طال الوقت للذل والامتهان والمهانة وجاء يوم الجمعة الماضى، ليكون أكبر رسالة تعبير عن رفض هذا الواقع المرير.. الجماعة الوطنية المصرية التى حطمت السور العازل ودخلت السفارة الإسرائيلية ونزعت العلم الصهيونى للمرة الثانية، قالت كلمتها ورأيها بوضوح شديد أولاً فى وجه كل الخونة الذين رضوا بهذه المهانة الإسرائيلية، وثانياً للتعبير عن مطلب وطنى وشعبى وهو ضروة طرد السفير الإسرائيلى، وتعديل اتفاقية كامب ديفيد، وحظر تصدير الغاز إلى هؤلاء الصهاينة الذين يحصلون عليه بثمن بخس. وكل الأصوات الأخرى التى تتذرع بأنه لا يجوز اقتحام سفارة أجنبية وأن هذا مخالف للعرف الدولى، وأن موقف مصر أمام العالم بات مشوهاً، فهذه حجج واهية، لأن الجماعة الوطنية حددت هدفاً واحداً هو سفارة إسرائيل لما ارتكبته تل أبيب من جرائم بشعة فى حق مصر وحق الإخوة الفلسطينيين والعرب جميعاً، ثم ان سلوك المصريين لا يعرف أبداً اقتحام سفارات أو النيل من البعثات الدبلوماسية، ولكن هذه المرة كان ضد أبناء صهيون لما اقترفته أياديهم من آثام وعدوان على المصريين والشعوب العربية. الذى فعلته الجماعة الوطنية هو بمثابة الثأر للمصريين من المعتدين الآثمين.. أما عملية صورة مصر أمام العالم، أفلا يقول هؤلاء المنادون بذلك ولماذا إسرائيل تعيث وتبرطع فى المنطقة طبقاً لهواها دون حسيب أو رقيب.. ولذلك ما فعله المصريون هو رد اعتبار بالدرجة الأولى ضد أبناء القردة والخنازير..أما ما يقوله هؤلاء الخونة وتردده قناة الجزيرة العملية لإسرائيل وتحشد كل الرؤى ضدرد اعتبار المصريين لكرامتهم، فهذا كلام فارغ.. وأين كانوا عندما اعتدت إسرائيل على الجنود المصريين على الحدود.. وأين كانوا وإسرائيل تقتل يومياً عشرات الشباب والأطفال والشيوخ الفلسطينيين؟!! الجماعة الوطنية المصرية بدأت ترد وتسقى إسرائيل من نفس الكأس، وهؤلاء الصهاينة لا ينفع معهم سوى الضرب بيد من حديد، أما مسألة الدبلوماسية التى ضحكوا على الشعب المصرى بها فهى سياسة الخنوع والضعف التى نفذها الرئيسان «السادات» و«مبارك». وحان وقت الردع والرد بكل قوة على هذه المهازل والمهاترات.