محمد عبد الفتاح علي الرغم من أن ثورة يناير قامت من أجل الدفاع عن المبادئ وإعطاء كل ذي حق حقه في مختلف المؤسسات إلا أن الواقع في الحقيقة مغاير لذلك.. فبدلاً من قيام تلك المؤسسات بدعم سيادة القانون انساقت إلي أسلوب تصفية الحسابات ضد بعض الموظفين الذين دعموا هيئاتهم بمشروعات حققت نجاحات في مواقعها غير مكترثين بالنتيجة السلبية التي ستعود علي العمل. فقبل أيام صدرت بعض القرارات من جانب الامين العام المؤقت للمجلس الأعلي للآثار محمد عبدالفتاح وجميعها تتجه نحو هدم ماتم بناؤه من إنجازات في السنوات السابقة دون إبداء أسباب او معرفة الخلفيات!!!.. ففي عام 2003 تم تكليف إنجي عبدالسلام فايد بالعمل مديراً لإدارة التنمية الثقافية التابعة للمكتب الفني للمجلس الأعلي للآثار وكانت هذه الإدارة فكرتها الخاصة التي عرضتها علي الدكتور زاهي حواس أمين المجلس في ذلك الوقت ومن بين أهداف هذه الإدارة نشر الأفكار الأثرية للكبار والأطفال وإدارتها بكافة متاحف الجمهورية والمواقع الأثرية، بجانب خلق مبادرات متجددة لجذب المجتمع المصري بمختلف فئاته لزيارة المتاحف وخلق جسر ثقافي بين المجتمع والمتحف، فضلا عن وضع تصميم للبرامج التعليمية بكافة المتاحف للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والكبار للتعرف علي تاريخ مصر وإعداد برنامج ثقافي شهري متنوع بالمتاحف والمناطق الأثرية. وانطلقت إنجي لتحقيق أهدافها عبر عدة مشاريع منها يوم التراث العالمي بالمتحف المصري وتضمن عرضاً للآثار المكتشفة من حفائر الجيزة وتبعها يوم المتاحف العالمي في عام 2005 بحديقة متحف المنيل وتضمن أهم خمس متاحف مصرية وهي: المتحف المصري والقبطي والمنيل واليوناني الروماني والإسلامي. وكانت للفكرة أيضاً بعد آخر لجذب الطفل من خلال مهرجان الفرعون الصغير وهو مخصص للأطفال وطلائع الشباب مستوحي اسمه من أشهر واصغر ملك فرعوني حكم مصر وبدأ المهرجان عام 2005 بعنوان «توت عنخ امون الفرعون الصغير» حتي هذا العام. ومن بين انجازات الإدارة التي عملت لمدة 9 سنوات مهرجان النحت علي الرمال الذي دعم دور الاطفال أيضاً والشباب والأسرة في العمل الجماعي علي شواطئ البحر وغرضها توصيل معلومة أثرية بشكل مبسط او التعرف علي شخصية تاريخية وتقدم للفائزين جائزة تحفيزية وبدأت الفكرة في 2004 حتي عام 2009. كما استهدفت الإدارة الثقافية بعض الفئات التي تتردد علي المتاحف وجذبها عبر مسابقات تحفيزية للتلاميذ والمترددين علي قصور الثقافة ومكتبات الرعاية المتكاملة والمتحف ومراكز الشباب، ونظراً لأهمية الخدمة قامت وزارة الخارجية بتقديم الفكرة بعنوان «مصر السلام بين الحاضر والماضي باسم مصر في المؤتمر الافريقي عن السلام والذي أقيم بالقاهرة عام 2010 بحضور وزير الخارجية الاسبق والامين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مفوضية السلام الافريقي وخرجت في شكل عالمي بعد نجاح تجربتي 2009 و2010. واستمر مجهود الادارة الثقافية التابعة للمجلس الأعلي للآثار لنحو 9 سنوات وتم التجديد لإنجي كمدير لإدارة التنمية الثقافية قبل أن يصدر قرار مفاجئ وغريب بندب أخري مديراً للإدارة. وحفاظا علي فكرتها قامت انجي فايد بتسجيل حقوق ملكيتها للفكرة في الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات بالمجلس الأعلي للثقافة في سبتمبر الحالي وتناسي المسئولون ما قدمته من فكرة متميزة وجهد مثمر ونجاح كبير رغم أنها كانت بعقد مؤقت كل هذه السنوات، فهل هذا جزاء صبرها وتحملها من أجل مصر، وتثقيف الأجيال والسياح أثرياً. أماني زكي