تتزايد الانتقادات للدور الأمريكي في الأزمة السورية، وسط اتهامات بفشل استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات، مما أدى إلى تعاظم الدور الروسي في سوريا والمنطقة وعلى المسرح الدولي. هذا هو الإطار الذي تناولت به صحف أمريكية وبريطانية الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، وتنذر بزعزعة استقرار المنطقة برمتها. فقد أشارت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون وصفت استراتيجية بلادها في سوريا بالفاشلة، وأضافت أن كلينتون تساءلت عن الأسباب الكامنة وراء هذا الفشل الذريع. وأوضحت الصحيفة أن تصريحات كلينتون جاءت في أعقاب الكشف عن فشل برنامج أمريكي أنفقت عليه واشنطن مئات الملايين بهدف تدريب وتجهيز مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه لم يبقَ داخل سوريا من الذين دربتهم الولاياتالمتحدة سوى أربعة أو خمسة مقاتلين. من جانبها أشارت صحيفة "تايمز" البريطانية إلى أن موسكو أرسلت طلائع المقاتلات الحربية إلى إحدى القواعد الجوية التي هي قيد التوسعة في سوريا، وذلك في إطار الدعم الروسي لاستمرار الأسد في السلطة لفترة قصيرة. وأوضحت الصحيفة أن وزيري الدفاع الأمريكي والروسي أجريا محادثات عسكرية عبر الهاتف قبل أيام هي الأولى من نوعها بعد انقطاع الاتصالات بين الطرفين في أعقاب الأزمة الأوكرانية، وأشارت إلى أن روسيا مستعدة لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا عند الطلب. وعلى صعيد متصل بالحرب المستعرة في سوريا، نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية مقالا للكاتب بول ماسون قال فيه إنه تجب الإجابة عن عدد من الأسئلة قبل الإقدام على قصف تنظيم الدولة أو الأسد في سوريا. وأوضح أن الفشل الغربي أدى إلى استمرار "الحرب القذرة" في البلاد، وأن الأزمة بدأت على شكل انتفاضة ديمقراطية اختطفتها فصائل إسلامية مسلحة وأهملها الغرب وأصبح يساوم عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتساءل الكاتب عن الطريقة التي يمكن من خلالها وضع حد للحرب في سوريا، وعن النتائج المرجوة من توجيه ضربات ضد تنظيم الدولة أو القواعد الجوية للأسد في جعل بوتين يساوم لإحلال السلام في سوريا، وذلك إذا أدرك أن الأسد قد ضعفت قوته وتقلصت خياراته العسكرية مرة أخرى.