المزارعون فى الفيوم رغم أنهم يعانون مشاكل عديدة إلا أن النقص الشديد فى مياه الرى والذى فشلت جميع الحكومات فى معالجتهها وأصبحت مثل المرض المزمن الذى اصبح لزاما على المزارعين ان يتعايشوا معه خاصة أن المحافظة لها نظام رى فريد فى العالم وهو الرى ب"الراحة"» بدون استخدام مواتير بالإضافة الى نقص الأسمدة واضطرارهم للحصول عليها من السوق السوداء ومشاكل توريد المحاصيل. يقول محمد حسن مزارع من كوم اوشيم أن مشكلتنا الكبيرة هى نقص مياه الرى فنحن فى قرى كوم اوشيم «العمال وناصر والعربية» نعانى أشد المعاناة من أزمة مياه الرى ونقصها الشديد والتى حولت ارض القرية الثالثة الى أراض بور. وخلال الفترات السابقة كان للمزارعين فى الفيوم نصيب كبير من المظاهرات والاحتجاجات والتى وصلت الى مجلس الوزراء بعد ان طافت على ديوان عام المحافظة ومديرية الرى. وأضاف محمد عبدالرحمن «مزارع» أن مياه الرى أصبحت مشكلة بالنسبة لأهالى القري الواقعة فى نهايات الترع بسبب تعديات كبار المزارعين على الابحر خاصة فى البدايات وعدم قيام شرطة الرى بدورها فى حمايتها، مما أدى إلى موت المحاصيل، مؤكدا أنها مصدر رزق الفلاحين الوحيد. يقول عبد الله محمود محمد من قرية الحميدية بمركز إطسا: الحصة التى نحصل عليها من الأسمدة من الجمعية لا تكفى ولذلك نضطر الى تعويض النقص من السوق السوداء مؤكدا ان بعض انواع المحاصيل مثل الذرة الشامية تحتاج الى 8 شكائر للفدان بينما الحصة المقررة لها أربع شكائر فقط والغريب أننا نشترى أسمدة من السوق السوداء لا ندرى مدى فعاليتها او درجة الخصوبة فيها او صلاحيتها. كما أن نقص مياه الرى فى القرى لا يقتصر على مركز واحد من مراكز المحافظة الستة وانما يمتد الى أغلبها وأدت إلى بوار آلاف الأفدنة فى عشرات القرى بالفيوم منها راحيل، وأبو نعمة، ووليدة، وصادق الراهب، وعبد القادر موسى، والمنقار، وإلياس، وأبو عيش، وشكشوك وسنهور البحرية، واللواج، ونشأت، وأنيسة ويصا، وناصر، والعمال، وعطا عوض، والغابة، والشيخ على، وشكرى، والبنك، وفيديمين، وسنهور القبلية، وأبو ناعورة، والسليين والتى تعد من أجود وأخصب الأراضى الزراعية، واتهم المزارعون بعض أصحاب النفوذ وكبار المستثمرين بالتعدى على نوبات الرى بدون وجه حق وبعلم المسئولين، مما اضطر بعض المزارعين فى قرى طامية إلى اللجوء إلى رى أراضيهم بمياه الصرف الصحى غير المعالج من مصرف «الغابة»، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة وانخفاض إنتاجية الفدان إلى الربع، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل أدى إلى وقوع الكثير من المشاجرات بين المزارعين للحصول على مياه الصرف الصحى لزراعة أراضيهم، وعلى الرغم من ذلك بارت آلاف الأفدنة. وأكد أحمد حسين راحيل عضو مجلس محلى سابق - من قرية راحيل - أن هناك عمليات منظمة يقوم بها البعض لمنع وصول المياه إلى هذه المناطق من خلال تكسير «النصب» أو تركيب الخراطيم فى غفلة من مسئولى الرى، مؤكدا أن الأراضى التى تتغذى من بحر الربع الصغير أصبحت بورا، وأضاف امتلك أنا وأشقائى 180 فدانا فى قرية راحيل لا نزرع منها سوى 3 فقط، وتقدمت بشكاوى لوكيل وزارة الرى وحضرت لجنة وعاينت الأرض التى أصبحت «خرابا»، مؤكدا أن السبب الرئيسى فى عدم وصول المياه إلى أراضينا هو قيام المسئولين بالرى بتعويض فتحة «الربع الغربى» المغذية لقرية كفر عبود دون تعويض من «الفم» الرئيسى مما أثر على كمية المياه الواصلة لبحر الربع الصغير وامتداده، إضافة إلى وجود تعديات على البحر. وأشار رمضان زيدان من قرية الغابة: لجأنا لرى بعض القطع بمياه الصرف الصحى من مصرف الغابة مما أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة وانخفاض إنتاجية الفدان إلى الربع، ولكى نحصل على مياه الصرف الصحى تحدث بيننا مشاجرات عديدة فالكل يتمنى أن يروى ظمأ أرضه، واشار الى أن التوسع فى استصلاح الأراضى الصحراوية والتعدى على حقوقنا فى المياه بعلم المسئولين لصالح أصحاب النفوذ أدى إلى بوار أراضينا التى هى من أجود وأخصب الأراضى. وأضاف عبدالغفار عبد الوهاب من قرية الشيخ على عندما ذهبنا إلى مسئولى الرى بالمحافظة أكثر من مرة لنشكو لهم عن بوار أراضينا وانعدام المياه كان الرد ماذا نفعل، بدلا من أن يعطونا حقوقنا، وقام المحافظ الأسبق دكتور جلال مصطفى سعيد بمنع زراعة الأرز فى المحافظة لكى تصل إلينا المياه ومع ذلك انعدمت تماما. ويقول عزت محمود عفيفى من قرية العمال فى كوم اوشيم تحول أبناؤنا إلى عمال تراحيل بدلا من أن يكونوا طلبة فى المدارس بعد أن تحولت أراضينا التى كنا نعيش من ريعها إلى صحراء، ولم نترك بابا لمسئول إلا طرقناه من دون فائدة. وأضاف محمد عبد العزيز مصباح من قرية ناصر أغيثونا، حملنا ثقيل علينا جميعا بارت أراضينا ونحن مطالبون بدفع الأموال السنوية، والأعمال الزراعية المقررة للجمعية وكذلك الضرائب المفروضة على الأرض، على الرغم من أنها لا تنتج بسبب انعدام المياه، وتحرر ضدنا جميعا محاضر وحجوزات وإما أن ندفع بالقوة الجبرية أو نسجن وكل ذلك لأننا نمتلك أرضا زراعية. الدكتور صابر فهمى عطا عضو الهيئة العليا للوفد ورئيس لجنة الحزب بالفيوم والمرشح عن حزب الوفد فى دائرة مركزى ابشواى ويوسف الصديق يؤكد ان المحافظة تعانى من مشاكل نقص مياه الرى خاصة فى نهايات الترع والابحر بسبب التوسع العشوائى فى استصلاح الأراضى دون وجود تقنين مياه للأراضى الجديدة المستصلحة فضلا عن تعديات البعض على الترع فى بداياتها بالقيام بكسر النصب لكى يحصلوا على مياه أكبر من حقهم وأرجع السبب فى ذلك لضعف العقوبات الواردة فى القانون على مرتكبى هذه المخالفات وأطالب بتشديد العقوبة على مرتكبى وقائع سرقة مياه الرى الى شهر سجنا و10 آلاف جنيه غرامة ومصادرة الآلات المستخدمة.