المزارعون فى الفيوم يعانون مشاكل عديدة منها النقص الشديد فى مياه الرى، الذى فشلت جميع الحكومات فى معالجته، خاصة أن المحافظة لها نظام رى فريد فى العالم وهو الرى ب «الراحة» دون استخدام مواتير، بالإضافة إلى نقص الأسمدة واضطرارهم للحصول عليها من السوق السوداء ومشاكل توريد المحاصيل، ورغم ذلك لم يقوموا بمظاهرات أو احتجاجات حتى تستقر الدولة، وعلى حد قول محمد حسن، مزارع من كوم أوشيم: «لما الأمور تمشى وحال البلد يستقر طبعاً، هنطالب بحلول مشاكلنا، خاصة مياه الرى فنحن فى قرى كوم أوشيم «العمال وناصر والعربية» نعانى أشد المعاناة من أزمة مياه الرى ونقصها الشديد التى حولت أرض القرية الثالثة إلى أراض بور». وخلال الفترات السابقة كان للمزارعين فى الفيوم نصيب كبير من المظاهرات والاحتجاجات التى وصلت إلى مجلس الوزراء بعد أن طافت على ديوان عام المحافظة ومديرية الرى، إلا أنه عقب ثورة 30 يونية اختفت الاحتجاجات تماماً. ويقول محمد عبدالرحمن، مزارع: إن مياه الرى أصبحت مشكلة بالنسبة لأهالى القرى الواقعة فى نهايات الترع بسبب تعديات كبار المزارعين على الأبحر، خاصة فى البدايات وعدم قيام شرطة الرى بدورها فى حمايتها، ما أدى إلى موت المحاصيل، مؤكداً أنها مصدر رزق الفلاحين الوحيد.. ويضيف: رغم ما نعانيه إلا أننا نقدر الظروف التى تمر بها مصر ورغم أننا نعلم أن المسئولين ينعمون فى المكاتب المكيفة ونحن نعمل فى «الطين»، إلا أن مصلحة مصر هى الأولى ولن نقوم بأى عمل يضر البلد. يقول عبدالله محمود، من قرية الحميدية بمركز إطسا: الحصة التى نحصل عليها من الأسمدة من الجمعية لا تكفى، ولذلك نضطر إلى تعويض النقص من السوق السوداء، مؤكداً أن بعض أنواع المحاصيل مثل الذرة الشامية تحتاج إلى 8 شكاير للفدان، بينما الحصة المقررة لها أربع شكاير فقط، والغريب أننا نشترى الأسمدة من السوق السوداء لا ندرى مدى فاعليتها أو درجة الخصوبة فيها أو صلاحيتها.