اعتاد الكيان الصهيوني المسمي بإسرائيل الاعتداء علي أبنائنا في الوطن العربي، خاصة في فلسطين ومصر وكان من ضمن تلك الاعتداءات الغاشمة ما قام به في الماضي، إبان حرب 67 عندما دهست الدبابات الإسرائيلية الأسري المصريين العزل في صحراء سيناء ولم تتحرك السلطات المصرية تجاه ذلك العدوان الوحشي الإجرامي، وإن كان ما قامت به قواتنا المسلحة الباسلة بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات من هزيمة العدو الصهيوني هزيمة نكراء في السادس من أكتوبر عام 1973 قد أعادت لمصر كرامتها وهيبتها وأراضيها المغتصبة عام 67، كما قام العدو الصهيوني في العهد البائد الفاسد المستبد عهد الرئيس السابق حسني مبارك بالعديد من الاعتداءات علي الجنود المصريين علي الحدود ولم يحرك مبارك ولا نظامه البائد ساكناً، لقد كانت كل مواقف هذا النظام تنم عن التبعية لإسرائيل وأمريكا، وكان ذلك سبباً في ضياع هيبة مصر وضياع مكانتها الدولية والإقليمية. وبعد ثورتنا العظيمة المجيدة، ثورة 25 يناير التي استطاع من خلالها الشعب المصري العظيم بكل طوائفه إزالة الرئيس السابق مبارك ونظامه البائد إلي غير رجعة، فوجئنا بقيام العدو الصهيوني بالاعتداء علي الحدود المصرية وراح ضحية هذا الاعتداء عدد من أبنائنا الضباط والجنود ما بين شهيد وجريح وتوقعنا أن يقوم المجلس العسكري المنوط به إدارة شئون البلاد بعد رحيل النظام الفاسد أو الحكومة الانتقالية برئاسة عصام شرف أن يقوم أي منهما باتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة ورادعة لهذا الكيان الصهيوني، حتي يعلم العالم أجمع أن مصر بعد الثورة ليست كمصر قبلها وأن مصر الثورة لن تسمح لكائن من كان بعد ذلك بالمساس بذرة تراب من أراضيها أو المساس بأظفر من أظافر أبنائها الشجعان الشرفاء الذين ضربوا المثل للعالم كله في كيفية القيام بالثورات السلمية المتحضرة وغير المسبوقة في التاريخ البشري، لكن للأسف الشديد أن الحكومة الحالية والمجلس العسكري لم يفعلا شيئاً يليق بعظمة مصر وشعبها، بل وجدنا الحكومة تنفي الخبر الذي شاع بأن مصر تنوي سحب سفيرها من إسرائيل بل ووصل الأمر إلي أن الحكومة تريد معاقبة من أذاع هذا الخبر أضف إلي ذلك أن الحكومة المصرية طلبت من الحكومة الإسرائيلية اعتذاراً رسمياً عن عدوانهم الغاشم، فيا للعار علي هذا الموقف من الحكومة المصرية المؤقتة، خاصة بعدما خرج وزير دفاع إسرائيل ليعلن أنهم لن يعتذروا لمصر، وأنا هنا بدوري أقول لحكومتنا ولوزير دفاع إسرائيل إننا لن نطلب ولن نقبل اعتذاركم حتي ولو اعتذرتم مليون مرة وأقول أيضاً لحكومتنا وللمجلس العسكري أنه كان يجب عليكم كحد أدني للرد علي الاعتداء الإسرائيلي علي أرواح أبنائنا أن تقوموا بطرد السفير الإسرائيلي من أرض مصر الطاهرة فور الاعتداء وأن تسحبوا السفير المصري من إسرائيل وأن توقفوا تصدير الغاز إليهم وأن تعلنوا تجميد اتفاقية كامب ديفيد حتي يعلم هؤلاء الخنازير الصهاينة أن مصر لم تعد مصر مبارك وأن مصر هي مصر الثورة مصر الشعب الأبي القادر علي تأديب إسرائيل في الوقت الذي يريده وبالكيفية التي يحددها ويختارها، لكن للأسف لم يحدث ذلك من القائمين علي شئون البلاد. وأنا هنا أقول لمجلسنا العسكري ولحكومتنا السنية، لقد فعلها كعادته رجب طيب أردوجان، رئيس حكومة تركيا، عندما تعدت إسرائيل بالأمس القريب علي أسطول الحرية قام بطرد السفير الإسرائيلي وجمد الاتفاقات العسكرية المبرمة بينهما، يا له من شرف عظيم لهذا الرجل الذي يحترم أبناءه ويحترم إرادة شعبه ويعلي من شأن دولته. ولا أملك في النهاية إلا أن أقول للمسئولين المصريين إن مصر ليست أقل من تركيا، مصر بلد عظيم وشعب عظيم يحتاج إلي حاكم عظيم بعظمة شعبها، ولله الأمر من قبل ومن بعد. عضو الهيئة العليا للوفد