منطقة اللبان بالإسكندرية أقدم الأحياء بغرب المدينة، أغلب سكانها من البسطاء والعمال والحرفيين، تدهورت أوضاعها في السنوات الماضية، حيث المرافق المتهالكة وضعف الخدمات وانتشار القمامة التي جذبت الحشرات الضارة والقوارض، ناهيك عن التلوث والأوبئة التي تحاصر المواطنين البسطاء، تلك المنطقة التي عانت علي مدار سنوات من التلوث البيئي الناتج عن الورش والمسابك. تقول نعمة عبدالمنعم، ربة منزل، من أهالي منطقة اللبان: أقيم أنا وأبنائي الثلاثة في منزل بالدور الأرضي، تطل شرفته علي أكوام من القمامة يملؤها روث الحمير والأبقار والماعز والفئران والقطط والكلاب النافقة والحشرات الضارة وتتجول الفئران في منزلي بحرية تامة، ما تسبب في إصابة أولادي بالأمراض، تقدمنا بالعديد من الشكاوي للمسئولين دون جدوي، والخطير في الأمر قيام الفئران بمهاجمة أولادي أثناء نومهم. ويضيف محمد علي، من أهالي اللبان: أقيم في اللبان منذ 50 عاما، فتحت عيناي وأنا في هذه المنطقة أبا عن جد ونحن نعاني من مشاكل لم تختف، والحي والمسئولون في التكييف لم يشعروا بنا، وأضاف: مناطق رجب الطويل، محوطب، ابن عطالله أسماء ل3 عزب بحي اللبان في الإسكندرية يعاني سكانها من تكدس أكوام القمامة التي تعد مرتعا للقوارض والحشرات الزاحفة والطائرة وأصبح أهالي تلك العزب يفكرون بالفرار منها حفاظا علي أرواحهم وأبنائهم لولا الفقر ومرارة العيش. يقول مصطفي حجاج سكرتير مساعد حزب الوفد بالإسكندرية ومن أهالي اللبان: لا نطمع في مال أو غني بل نريد من يلتفت الينا وينظر الي مشاكلنا، فلم نعد نشعر بآدميتنا، والحكومة أصابها قصر نظر فلا تنظر الي الشوارع الجانبية أو الحارات الضيقة، بل تهتم برصف الشوارع الرئيسية دون غيرها، والأهالي تتساقط منازلهم لتهالكها ويعيشون في الشوارع لأنهم لم يجدوا البديل وذلك لأن الحكومة لم تضع «اللبان» في خريطة المحافظة وكأنها خارج نطاق الخدمة. وتشكو رئيسة علي من تساقط الديدان من سقف غرفتها الخشبي أثناء نومها نتيجة للمياه الناشعة فيه والتلوث المحيط بها بعد أن فشلت في إيجاد حل لها مثلما فعلت بجدران الحجرة التي تشاركها فيها ابنتها فأحاطتها بالمشمع كمحاولة لمنع الرطوبة وإخفاء الشروخ. وتسكن عزيزة العزب عبدالعزيز في غرفة أسفل الأرض بها نافذة لا يعبرها الهواء، وتقول: في الشتاء المياه تملأ الغرفة وتبهدل العيال، فهي تعيش وزوجها وبناتها في غرفتين ودورة مياه بلا أبواب، ولديهم مقعد بلاستيكي مكسور وثلاجة قديمة وبوتاجاز متهالك بالدور الأول في أحد شوارع عزبة رجب الطويل. وأضافت أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي الي حي الجمرك لبحث مشاكلهم وإيجاد حلول لها إلا أن الحال ظل علي ما هو عليه ولم يستمع أحد إلينا. قال خميس عثمان عضو الوفد ومن أهالي منطقة اللبان: يعيش أهالي حارة الواحات وشارع عبدالباري في منطقة اللبان مشردين، حيث أصبح الشارع هو ملاذهم وأصبح الرصيف مأواهم الوحيد بعد أن أصدرت محافظة الإسكندرية قرارات إزالة لمعظم منازلهم بدعوي أنها مهددة بالانهيار ولابد من الإخلاء الجبري ولم توفر المسكن البديل، لم تجد طريقة لحماية أطفالها وبناتها من التعرض يوميا للمهانة والعذاب أثناء افتراشهم الرصيف حيث البلطجية ومتعاطو المخدرات ممن تعج المنطقة بهم، كما تعاني المنطقة من خطر بيئي مؤكد، ففي اللبان يوجد 242 مسبكا لصهر المعادن، وصدر بحقها قرار نقل 21 سنة وحتي الآن مازالت المسابك تنفث سمومها وأبخرتها القاتلة الناتجة عن صهر المعادن المختلفة لتصيب الصحة العامة في مقتل دون أن يتحرك أحد. وبكت سيدة متولي من أهالي المنطقة التي سقط منزلها نتيجة لتهالكه ولأنها ليس لديها بديل وبلا وساطة ظلت ملقاة في الشارع تشكو من معاناة النوم بالشارع، خاصة أن لديها فتاتين ويتعرضن يوميا للامتهان من تصوير بعض الشباب والبلطجية لهن بالموبايلات، الأمر الذي يعصر قلبها ولا تجد بديلا، حيث إنها لا تملك ما تستطيع به توفير مسكن ملائم لأسرتها. أحمد عبدالقادر متولي مرشح حزب الوفد بمنطقة العطارين واللبان قال: منطقة اللبان من أقدم أحياء الاسكندرية الشعبية، مشكلتها الأولي ورش ومسابك تصنيع المعادن، والتي تشتهر بها المنطقة منذ سنوات طويلة والتي تجاوزت ال200 مسبك وورشة وهي مصدر تلوث خطير يهدد صحة المواطنين وهناك قرارات حبيسة الأدراج لنقل تلك المسابك للمناطق الصناعية ونجد أن المواطنين البسطاء يعانون من أمراض صدرية خطيرة خاصة الأطفال ناهيك عن أكوام القمامة المنتشرة في الشوارع والحارات والتي أصبحت مأوي للحشرات والثعابين والفئران التي باتت تهاجم المواطنين داخل منازلهم وذلك بخلاف الشوارع غير الممهدة وضعف الإنارة بها، لقد سقطت منطقة اللبان من حسابات محافظة الإسكندرية، والتي انشغلت بتجميل الكورنيش والشوارع التي تؤدي الي منازل ومقار عمل المسئولين وأصحاب النفوذ بالمحافظة ويجب أن تراعي الحكومة البعد الاجتماعي للمواطنين بالمناطق الشعبية الفقيرة وهذا هو شعار الثورة التي قام بها الشعب ضد الفساد, وأطالب المحافظ بزيارة المنطقة ليشارك الأهالي معاناتهم.