تصاعدت أمس حدة الاشتباكات التي تخوضها الفصائل المقاتلة في محاولات متكررة للسيطرة على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام حيث تتحصن قوات الأسد وميليشيات حزب الله اللبناني، وقد تم استهداف البلدتين بأكثر من 1400 قذيفة صاروخية. وتمكنت الفصائل المقاتلة وجبهة النصرة من التقدم في منطقة الصواغية الواقعة في امتداد بلدة الفوعة، إثر تفجير نفق تحصنت بداخله قوات النظام. وقصف الطيران المروحي بشكل مكثف مناطق في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى مناطق في مدينتي أريحا وبنش. وتستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وعناصر تنظيم «داعش» في محيط حقلي شاعر وجزل بريف حمص الشرقي، ترافق مع قصف الطيران الحربي على مناطق الاشتباك، فيما قصفت قوات النظام الحولة وتلبيسة بريف حمص الشمالي. واستهدفت العشرات من البراميل المتفجرة الزبداني بريف دمشق مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الأسد وميليشيات حزب الله من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في المدينة، وسط قصف عنيف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة. من جهته، شهد القلمون الشرقي اشتباكات بين «داعش» والفصائل المقاتلة، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. كذلك تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط مدينة داريا، في حين سقطت قذائف على مناطق في مدينة معضمية الشام في غوطة دمشقالغربية. من ناحيته، بث ناشطون مشاهد تظهر اقتراب الجيش الحر من درعا، المدينة التي تتحصن بها قوات النظام، في الوقت الذي نفذ فيه الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في الطريق الواصل بين بلدتي اليادودة والمزيريب بريف درعا. ومن جهة أخرى، أكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي أن موقف بلاده تجاه سوريا لن يتغير وهو مبني على إيجاد حل سلمي. وقال خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الروسي سيرجي لافروف إنه لا مكان ل«الأسد» في أي حل مستقبلي في سوريا. وأوضح أن هناك مصالح عديدة تجمع بين السعودية وروسيا، ويتم العمل على تفعيل اتفاقيات تم توقيعها مع موسكو. مشيراً إلى أن بلاده ترغب في تعزيز علاقاتها مع روسيا. وأشار إلى أنه بحث خلال الاجتماع مع «لافروف» سبل التصدي للإرهاب الذي يهدد كل العالم، مؤكداً أن هناك تقارباً في المواقف مع روسيا في معظم الملفات السياسية. وأشار إلى أنه لا توجد خطط روسية لاستضافة لقاء موسع جديد للمعارضة السورية. بدوره قال «لافروف»: «هناك حاجة ملحة لوقف القتال في اليمن واستئناف العملية السياسية، وأطلعنا السعودية على فحوى الاتصالات بين روسيا وبعض الأطراف اليمنية». مضيفا: «بحثت مع (الجبير) تنسيق الجهود لمحاربة (داعش)». وأضاف: «مازلنا نختلف مع السعودية حول مصير (الأسد)، وأن مبادئ جنيف تنص على الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومنها الجيش، ومن الضروري مشاركة الجيش السوري في جهود محاربة الإرهاب». وعلق «الجبير» خلال جوابه على أسئلة الصحفيين أنه يجب الحفاظ على الجيش السوري واستخدامه في حرب «داعش» بعد ذهاب «الأسد».