"ما من راعي للإرهاب إلا وينقلب عليه"... هكذا يمكن وصف الحال الذي وصل إليه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"... بعدما شهدت بلاده عمليات إرهابية ضخمة هزت أركانها في الفترة الأخيرة. وفي كل عملية إرهابية تشير أصابع الاتهام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي يعد "أردوغان" أول راع وداعم له في المنطقة، لا سيما خلال السنوات الأخيرة التي اشتد فيها عود التنظيم وأصبح يمتلك من القوة والنفوذ ما لم يمتلكه غيره. فكان أردوغان أول من رفض الدخول في تحالف مع قوى الغرب ضد "داعش"، تحت زعم أن التحالف ضد القوى الإسلامية مرفوض ولا يعد إرهابًا، كما أنه لم يستطع إدانة حادثة مقتل 21 مصريا في ليبيا على يد "داعش"، وخرج كثيرًا في المحافل الدولية يدافع عن التنظيم. وإزاء ذلك الدعم منقطع النظير، شهدت تركيا خلال السنتين الماضيتين عمليات إرهابية ضخمة، بعدما انقلب سحر أردوغان عليه، لينقلب هو الآخر على وليده الذي ظل يطعمه سنوات عديدة، ويشن غارات عسكرية على معاقل "داعش" تحت اسم بداية حرب "متزامنة على الإرهاب". ترصد "الوفد" في هذا التقرير أشهر العمليات الإرهابية التي شهدتها تركيا خلال عهد "أردوغان" ومنذ أن كان رئيس لوزراء تركيا. "تفجير القنصلية الأمريكية" آخر عملية إرهابية وصلت إليها تركيا، لتضاف إلى سجل التفجيرات العديدة التي شهدتها في الفترة الأخيرة، وذلك باستهدف مسلحون مبنى القنصلية الأمريكية، وأطلقهم النيران خارج مبنى، صباح اليوم الإثنين. وعقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة التركية، لاذا المسلحون بالفرار والذي تبين أنهم رجل وامرأة، مما دفع قوات الشرطة غلق الشوارع حول مبنى القنصلية الأمريكية في حي "ساريير" بعد الهجوم الذي يسفر عن ضحايا. قبلها بساعات قليلة أثناء الليل، أصيب عشرة مدنيين وثلاثة رجال شرطة أتراك في انفجار سيارة عند مركز للشرطة في حي "سلطان بيلي"، واستخدم في العملية الإرهابية مركبة محملة بالمتفجرات. وفي الشهر الماضي، شهدت تركيا واحدة من أعنف عملياتها الإرهابية، وهي تفجيرات مدينة "سروج" التركية التي خلفت ورائها مقتل 20 شخص وإصابة العشرات، خلال تفجير انتحاري كبير وقع في حديقة مركز ثقافي ببلدة سروج. وفي مطلع الشهر الحالي، شهدت عدة مدن بجنوب شرقي تركيا هجمات إرهابية مختلفة، على المواقع العسكرية التركية، كانت أولها هجوم مجموعة مسلحة من العناصر الإرهابية على مستشفى عسكري في بلدة "طاطوان" التركية؛ باستخدام أسلحة بعيدة المدى وقذائف صاروخية، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالمستشفى. كما انتقلت العمليات الإرهابية في تركيا للمرة الأولى إلى منطقة البحر الأسود، حيث أطلق ثلاثة مسلحين النيران على قوات الحراسة التركية التي كانت تقوم بمهام تفتيش السيارات المارة من ضواحي مدينة "كومشهانه"، وتمكنوا فيما بعد من الهروب من موقع الحادث. وفي نفس اليوم أطلقت مجموعة مسلحة النار على دورية كانت تقوم بأداء مهامهًا بالقرب من سفوح جبال "كوبلي" التركية، وقام أفراد الدورية العسكرية بالرد بالنيران على الهجوم المسلح. وعقب ثورة 30 يونيو، وحينما كان "أردوغان" رئيس وزراء لتركيا وهو التوقيت الذي بدأ فيه إظهار دعمه لتنظيم "داعش"، وقعت العديد من العمليات الإرهابية، كان أشهرها استهداف السفارة الأمريكية الذي حدث عام 2013. حيث قام مجموعة من المسلحين بتفجير عند مبنى السفارة الأمريكية في أنقرة؛ أدى إلى مقتل حارس أمن تركي، وأعلنت جبهة جيش تحرير الشعب الثوري اليسارية مسؤوليتها عن التفجير. وفي نفس العام وقعت تفجيرات قوية في تركيا عرفت باسم تفجيرات "الريحانة"، عن طريق سيارتين مفخختين أوقفها مسلحون أمام مبنى مدينة "الريحانية" التركية القريبة من الحدود السورية في 11 مايو 2013، أسفرت عن سقوط 51 قتيلًا.