توجه الأزهر الشريف فيما أكد أنه انطلاق من واجبه الإسلامي والقومي والوطني، إلي الحُكّام العرب بالنّصيحة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله الشريف: " الدين النصيحة - " قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم " وطالبهم بأن يستجيبوا لإرادة شعوبهم في الحصول على حقوقهم المشروعة. وقال الأزهر في بيان له الثلاثاء، "في هذه الظروف الدقيقة، التي تمر بها شعوبنا العربية في مرحلتها الجديدة وتَكتبُ فيها صفحة حرة من تاريخها الممتدّ وتستأنف، بها في هذه المنطقة المركزية من العالم، دوراً جديداً لحضارتها العريقة، نذكر حكامنا أن كل قطرةِ دمٍ تُراقُ، هي أغلى من كل مناصب الدنيا وسلطاتها، وأن كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه كما قال ( الصادق المصدوق ) صلى الله عليه وسلم"، محذرا الحكام العرب من يوم موقفهم بين يدي رب العالمين ومحاسبتهم عن شعوبهم فرداً فرداً ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ صدق الله العظيم. وناشد الأزهر شعوب العالم العربي، وبخاصة في اليمن وسوريا، - وهي تطالب بحقوقها في حراكها الراهن - ألّا تخرج عن نهجها السلمي الذي بهر العالم وأثمر ثمرته الطيبة في مصرَ وتونس؟، مشيرا إلى أن "الله - تعالى- يعطي على الرفق ما لا يعطى على العنف: كما جاء في الحديث الصحيح أيضاً. ونادي الأزهر الشعوب العربية بأن يعملوا - جاهدين - على الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي لأوطانهم ويضربوا المثل في مراعاة العدل والإنصاف وسيادة القانون، بما يتفق مع حضارتهم ومع روح الإسلام الحنيف، وألا يمكنوا المترصدين من أعداء العروبة والإسلام من اختراقهم والعبث بمقدراتهم ومواردهم؛ مؤكدا أن العرب لم يجدوا من هؤلاء الأعداء - إلا الأنانية والاستغلال . وفي غضون تعليقه على أحداث سيناء، حذر الأزهر المعتدين من غضبة الشعب المصري الأبي، الذي فاض به الكيل من تصرفات العدو الذي لا يراعي العهود ولا المواثيق، وينذره بيوم الحساب على ما اقترف من جرائم في الماضي والحاضر، ويحيي القوات المسلحة وقوات الشرطة ويشد على أيديهم ويترحم على شهداء الوطن ويتقدم بالعزاء لأهلهم وذويهم .