تشهد المنطقة العربية أحداثاً ساخنة، بعد قيام ثورات الربيع العربي في المنطقة، فضلا عن ما شهدته هذه الدول من ظهور الجماعات المستترة خلف واجهة الدين. و تعقدت الأمور بشكل كبير في الوقت الراهن بانهيار دول كالعراق وسوريا وليبيا واليمن، وما تواجهه مصر من تحديات بخصوص سيناء، وعليه لم يجد الباحثين في أمور الجماعات المتطرفة سوى الحل الفكري، ومواجهة السلاح بالفكر، لمنع تدفق الشباب إلى تلك الجماعات، ولخنق التنظيمات المتطرفة إلى حد كبير. فمن جانبه، قال سامح عيد، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن التكهن بمستقبل الحركات المتطرفة صعب، فمشكلة الإرهاب ليست سهلة، وأعضاء جماعة الإخوان في حالة غضب وهياج في الداخل المصري، وهم في حالة استعداد للانضمام للتنظيمات المسلحة المتواجدة في سيناء، مضيفًا أن مواجهة الجماعات المتطرفة تأخذ سنوات طويلة، فالجزائر حاربت الجماعات المتطرفة لعشر سنوات توفى خلالها ربع مليون نسمة. وأضاف عيد أن المجتمع الدولي يتعاون مع جماعة الإخوان الإرهابية، فعلى المستوى العربي نجد مساندة من جانب الجزائر والمغرب، ورأى أن الولاياتالمتحدة لن تتحرك حيال الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، بسبب ماعانته في تجربتها مع العراق، وإنما تتدخل من خلال مندوبيها من الدول، واستفادت بشكل كبير منهم من خلال عوائد بيع السلاح لهم. وأوضح عيد أن الحل الأوحد لمواجهة الحركات الإرهابية هي المواجهة الفكرية، وتغيير المناهج التعليمية الدينية، والخطاب الديني كذلك، مشيرًا إلى أن الدولة ابتعدت وتراجعت عن تغيير الفكر الديني خوفًا من اتهامها بالتدخل في الدين، واكتفت بوجود الأزهر الشريف فقط. فيما، قال طارق أبوالسعد، الإخواني المنشق، إن تواجد الجماعات الإرهابية له العديد من الدوافع، أولها الدافع السياسي، وهو الدافع المغلف بدافع الدين، وللخلاص من هذه الجماعات ستكون بطرق غير سلمية بالمرة، وفي حالة تفرقهم فسيتجمعوا في جماعات أخرى، كما حدث مع قادة الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد في مصر، فبعد تفرقهم تجمعوا تحت لواء تنظيم القاعدة. ورأى أبو السعد أن الحل الوحيد لمواجهة الحركات المتطرفة هو إيجاد البيئة الصالحة لقتل الإرهاب، والمتمثلة في توفير الديمقراطية، ومناقشة الأفكار الدينية المتشددة، ما يحقق الاستقرار واكتمال الوعي في المنطقة العربية بأكملها. وأشار أبو السعد إلى أن الأضرار الناتجة عن ممارسات التنظيمات الإرهابية تنعكس بالسلب على الدولة، والدين، والسلام المجتمعي، ما حدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن، مؤكدًا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستفيد بشكل كبير من تواجد هذه الجماعات في منطقة الشرق الأوسط، ما يمكنها من تحقيق أهدافها في المنطقة. وقال ماهر فرغلي، الجهادي السابق، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد حالة من المد الواسع لتنظيمات الجهاد المسلح، لعوامل دولية وإقليمية، ولفشل الثورات العربية، وظهر جليًا في العراق وسوريا واليمن وليبيا، معتبرا أن الوضع بهذا الشكل سيستمر لفترة طويلة جدًا. وأكد فرغلي أن الحاجة الماسة لبذل الجهود الأمنية لمواجهة الجماعات المتطرفة، وكذلك الجهود الفكرية، المتمثلة في إعادة النظر في المناهج الدينية، خاصة أن تنظيم داعش الإرهابي استقى نهجه من خلال كتب الأزهر، و كتب الوهابية في السعودية، حسب رأيه. ونفى فرغلي أن تكون هناك مساعدات دولية للجماعات المتطرفة، موضحًا أن الجماعات الإرهابية تُستدرج لحروب ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبناءً على ذلك توظف الولاياتالمتحدة ذلك الأمر في صالحها.