هل لحم الطاووس يعالج الأمراض وينقذ الانسان من الموت ولا يعيش الانسان بدونه؟ اكتشفت ان مصر الحبيبة التى تعانى من تراجع الحالة الاقتصادية تستورد لحم الطاووس! ويتكلف استيراده من الخارج ملايين الدولارات.. نعم ملايين الدولارات التى يحتاجها الاقتصاد المصرى أشد الاحتياج. حقيقة شعرت بالاستفزاز ليس لأنى لا أحب لحم الطاووس ولكن لأنى اعتبرته سلعة استفزازية ليس من العدل ان نجد مصريا لا يجد قوت يومه وغيره يقتطع من رزق الفقير ليستورد الطاووس. وسعدت فى هذا الاطار بالقرار الحكيم لمنير فخرى عبدالنور وزير التجارة والصناعة، بمنع استيراد «فوانيس رمضان» التى كانت الصين تستعد لاغراق مصر بالملايين منها، بدءًا من أبريل الجارى وهو قرار انتظرناه طويلا يحقق ترشيد الاستيراد بحيث لا نستورد الا مالا نستطيع الاستغناء عنه. واكتشفت ان هذا البلد لم يكن يسير وفق نظم أو خطط انية ومستقبلية، بلد كان يسير بالصدفة من يريد ان يستورد حتى الممنوعات التى اقرتها الحكومة كان المحظوظ بصلاته ونفوذه يستطيع ان يلغيها بإذن استيراد حتى لو كانت الأغلبية العظمى من الشعب لا تستفيد من هذه السلعة. وفى هذه الفوضى تقيدت مصر بأغلال استيراد سلع مستوردة لا يستفيد منها إلا فئة محدودة وفى نفس الوقت تستنزف عملة أجنبية وتستنزف اقتصادا يقاوم ليعيش. هل نتخيل ان الألعاب النارية والصواريخ التى يلهو بها الأطفال تدفع مصر للاستدانة لتستورد هذه الألعاب التافهة. وتضم قائمة السلع الاستفزازية التى تستهلكها الطبقة المرفهة والتى تستوردها مصر طعام قطط وكلاب وأيضًا بطيخ برازيلى وخس كورى هل لنا ان نتخيل ان مصر تستورد فول وطعمية (فايف ستارز) وأضف للقائمة لحم الغزلان، وسلال بلاستيك وأقلام رصاص واساتيك وكراريس وايشاربات وأمشاط وفرش أسنان. ونسى المسئولون أن هذه الرفاهيات التى تكلف استيرادها 10 مليارات دولار على الأقل يمكن الاستغناء عن نصفها أو كلها. والأخطر انه على مدار السنوات الماضية كانت كل سلعة ترفيهية تضاف إلى القائمة المشئومة تغلق مصانع وبيوتًا وتشرد أسرًا كانت تعيش على انتاج هذه السلعة. وإذا كنا فعلا ننادى بالعمل.. علينا ان نقضى على كل ما يعيق العمل ومنها منع السلع المنافسة للانتاج المحلى والمساعدة على فتح المصانع التى تم اغلاقها وانهارت أمام السلع المستوردة المنافسة. ولا ننسى مراجعة معايير الجودة على الانتاج المحلى وعدم الموافقة أو إجازة أى سلعة لا تخضع لمعايير الجودة والسعر المعقول حتى ننهض بالانتاج المحلى لينافس ويتعدى السوق المحلى للتصدير. وفى القريب العاجل ستنتعش الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتفتح المصانع منها لأكل القطط والكلاب وهى موجودة بالفعل ومصانع بلاستيك وهى أيضًا موجودة ومصانع متعددة ومتنوعة تستوعب آلاف العاطلين. مطلوب من الحكومة مراجعة قوائم الاستيراد المحملة بالسلع أقل ما توصف به انها تافهة وتستهلك ملايين الدولارات وتنقيحها وفلترتها والابقاء على الضرورى منها حتى نوفر عملة أجنبية وينهض اقتصادنا وتنهض مصرنا الحبيبة.