واصلت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار محمد السعيد، الاستماع الي مرافعة أعضاء الدفاع في القضية المعروفة إعلامياً بمذبحة بورسعيد والمتهم فيها 73 بينهم 9 من قيادات الأمن ببورسعيد. بدأت المحكمة بإثبات حضور المتهمين ودفاعهم ، ودفع محامي المتهم ال62 اللواء عصام سمك مدير أمن بورسعيد وقت الأحداث بانتفاء كافة صور الخطأ وانقطاع علاقة السببية بين أي ما يمكن نسبه الي المتهم والنتائج التي ترتبت عليها، وأن المتهم بذل اقصي ما في وسعه ولم يخل بواجبات مهنته وقام بتعيين على كل أبواب الملعب خدمات أمنية، وأن ما حدث كان تقصيراً في تنفيذ الأوامر، وأن جريمة قتل الجمهور لا تقع علي عاتق موكله وأن ظروف المباراة تمت وسط أجواء مشحونة فاقت قدرات الأمن الذي لم يكن بمقدوره ردع الجمهور حينذاك. وواصل الدفاع مرافعته بالحديث عن ثورة يناير الذي وصفها بأنها «خراب للبلد» كما رفض وصف ما حدث بالثورة مستخدماً تعبير «أحداث يناير»، وأن تلك الأحداث خلفت وجود ظاهرة المظاهرات والبلطجة التي طالت أضرارها مؤسسات الدولة ومنها مؤسسة القضاء، وأضرت كذلك بهيبة الدولة. وقال الدفاع إنه طالع أقوال الشهود من ضباط الشرطة فجميعهم في السؤال الأول كانت أقوال ملتصقة ولكن تغيرت أقوالهم فيما بعد وتغيرت اتجاهاتهم، ويرجع ذلك إلى أسلوب إلقاء الأسئلة من قبل النيابة في بث الرعب في نفوسهم وإلقاء المسئولية على عاتقهم مما دفعهم لتغيير أقوالهم خوفاً من تقديمهم كمتهمين في القضية، وأن النيابة العامة عملت علي إرضاء الالتراس وزجت بقيادات الامن بالقضية إرضاء لهم. كما استمعت المحكمة الي أقوال المتهم عبد العزيز فهمي حسن ، قائد قوات الأمن المركزي وقت أحداث، حيث أكد أن تواجده بمحيط الواقعة كان طواعية بحكم مهام عمله، وعلم بانعقاد المباراة من جدول المباريات قبل أسبوع منها، و انه شارك في اجتماع مع مدير الأمن قبل المباراة بيومين، واتفقوا على تواجد 17 تشكيلًا للأمن المركزي، وعدم استعمال السلاح الوحيد المتاح لهم وهو الدرع والعصا، وإنما تضمنت عدم إظهار العصى من الأساس ومحاولة اخفائها، لعدم إثارة الألتراس. وأوضح أنه قبل نهاية المباراة جرت محاولات مستميتة من جمهور النادي الأهلي المتواجد بالمدرج الشرقي لاقتحام الملعب وقاموا بتكسير الأبواب بالفعل والاعتداء على قوات التأمين التي أعادتهم لمكانهم دون القبض عليهم لمنع الاحتكاك مع أفراد الألتراس، بينما أوضح عضو الدفاع عن المتهم اللواء عبد العزيز فهمي، مدير الأمن المركزي ببورسعيد الأسبق، أن سبب عدم احتكاك الشرطة مع الجماهير في مباراة بورسعيد، أن الداخلية عقب الثورة أصبحت تتعامل بسياسة «الأيدي المرتعشة».