شهر رمضان هو شهر توبة وإنابة ورجوع إلى الله تعالى، حيث يفتح فيه المسلم مع ربه صفحة بيضاء، ويجعله مقبلاً على العمل الصالح الذى يسلك به الطريق إلى الله تعالى ويجعله فى محل رضاه، وعلى ذلك فنجد أن المسلم الذى أكرمه الله تعالى بطاعته والالتزام بأوامره فى شهر رمضان يستمر على ذلك بعد رمضان فإن من علامة قبول الحسنة التوفيق إلى الحسنة بعدها. ولكن فى الفترة الأخيرة ظهرت عادات غير مقبولة لدى البعض ولكنها مرتبطة بشهر رمضان منها ارتداء الحجاب فى شهر رمضان فقط ثم خلعه بعد انتهاء الشهر. حيث تلجأ بعض الفتيات إلى الاحتشام وارتداء الحجاب خلال شهر رمضان فقط مراعاة لحرمة هذا الشهر الكريم وحتى لا يضيعن عناء الصوم خلال هذا الشهر، انتشر هذا السلوك بين الفتيات فى الفترة الأخيرة، بل أصبحت من ترتدى الحجاب طوال العام تحرص على ارتداء «الإسدال» فى رمضان ذلك الزى الشرعى الذى يستر الفتاة ويخفى معالم الجسم خشية من فقدان ثواب الصيام، وذلك لعدم صلاحية ارتداء الملابس الضيقة أثناء الصوم من وجهة نظرهم. أكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية والعقيدة بجامعة الأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن ارتداء الحجاب فى رمضان ثم خلعه بعد انتهاء الشهر أمر له مردودات، وأضافت أن الفتاة التى ترتدى الحجاب كأمر إلهى فإن رب رمضان هو رب باقى شهور السنة فكيف تطيعه فى شهر واحد وتعصيه طوال العام؟ واصفة هؤلاء الفتيات ب«الجهل والتلاعب بهذا الأمر الإلهى». وترى «نصير» أن بعض الفتيات ترى أن فى الصوم مجاهدة للنفس وأنها لا تريد أن تضيع أجر هذا الشهر، بسبب عدم ارتداء الحجاب أو الاحتشام، ورفضت نصير قيام البعض بتكفير الفتيات واتهامهن بالارتداد عن الدين لافتة إلى أنهن ذات نفوس ضعيفة لا يجب المبالغة فى الحكم عليهن وإنما يجب تشجيعهن على الاستمرار فى ارتداء الحجاب بعد رمضان.