السكر هو مرض يصيب جسم الإنسان فيجعله غير قادر على استخدام أو اختزان السكر، ومن أهم أعراضه الإحساس بالعطش وازدياد إدرار البول ويؤثر السكر أيضا على الأوعية الدموية بكافة أنحاء الجسم وخاصة العين كما يؤثر على أعصاب الجسم بما فيها أعصاب العين. ويقول الدكتور ياسر محمد حزين دكتوراه القلب والأوعية الدموية بطب عين شمس واستشاري القلب وقسطرة القلب وعضو الجمعية الأوروبية للقلب ان السكر مرض يختص بالأساس بكثير من أجهزة الجسم وخاصة بالأوعية الدموية ويعتبر من الأمراض التي لابد ان تأتي بمضاعفات بمرور الوقت وإذا نظرنا إلى داء السكري من وجهة نظر القلب والأوعية الدموية فإننا نجد أن لارتفاع السكر شأناً عظيماً في التأثير على حالة الأوعية الدموية وعلى كفاءة عضلة القلب والشرايين التاجية المغذية لهذه العضلة وارتفاع السكر بالنسبة للنوع الأول يعتمد على حقن الأنسولين اما ارتفاع السكر من النوع الثاني فيعتمد على الأدوية المخفضة لنسبة السكر وأحيانا يحتاج مريض السكر من النوع الثاني في مرحلة متقدمة إلى اعطائة الأنسولين بديلا للأقراص أو مع الأقراص ويعتبر مرض الشريان التاجي من الأمراض التي تؤثر فيها ارتفاع السكر بنوعيه تأثيرا شديدا حيث أن ارتفاع السكر يساعد على تسارع عملية تصلب الشرايين التاجية كما يساعد على أكسدة الدهنيات وتنامي وجود الرقائق الدهنية على جدران الشريان مما يتسبب في ضيق وبطء في شريان الدم ويشجع بالتبعية على حدوث نوبات أزمات القلب في صورها المختلفة من ذبحة صدرية مستقرة وذبحة صدرية غير مستقرة وجلطة الشريان التاجي وفي حالة حدوث ذبحة صدرية غير مستقرة أو جلطة بالقلب يتم التعامل على الفور بالعقاقير اللازمة لإذابة هذه التجلطات أو بعمل قسطرة للشرايين التاجية لإذابة الجلطة في حينها ووضع دعامة في الموضع الذي حدثت به الجلطة في الشريان ليظل مفتوحا بعد ذلك على انه من الخطأ أن يقتصر علاجنا على هذا التوسيع ووضع الدعامة فقط إذ أن علاج السكر في حد ذاته هو حجر الزاوية في عدم تكرار حدوث هذه الأزمات وقد حدثت ثورة في العقدين الماضيين في مجالي علاج السكر وشرايين القلب التاجية فمن ناحية السكر تم استحداث أجيال من العقاقير المختلفة التي تساهم في خفض السكر دون حدوث أعراض جانبية كنوبات هبوط السكر والتي من الممكن أن تؤثر أيضا على الشرايين التاجية وتحدث نوبات قلبية خطيرة أما في مجال الدعامات فقد تطورت تطورا كبيرا في الأنواع والأحجام إذ أن ظهور الدعامة الدوائية «الذكية» قد ساهم بشكل كبير في حل مشكلة الضيق الذي كان ينتج من الدعامات العادية قبل ذلك حيث ان الدعامة الدوائية عبارة عن جسم معدني رقيق معالج بشكل تقني عال وموضوع عليه مادة مشعة بنسبة ضئيلة تثبط من نمو أنسجة الشريان الداخلية مرة أخرى وظهرت دعامات حديثة تسمى «الشبح» لأنها تذوب ويمتصها الوعاء الدموي بمرور الوقت ولا تترك أثرا داخل الشريان مما يعطي فرصة لاحقا فقد يحتاج جراحة للشريان التاجي ولها قيمة عظمى في عدم استخدام أدوية السيولة لمدى طويل حيث أن هناك بعض المرضى الذين لا يجب عليهم اخذ هذه الأدوية لمدة طويلة. ويؤكد الدكتور ياسر حزين أن تأثير السكر لا يمتد إلى الشرايين التاجية فحسب وإنما يمتد لشجرة الشرايين وباقي الأوعية الدموية في الجسم بالكامل، فقد يحدث ضيق بشرايين الأطراف ويعالج بتنظيم السكر وتوسيع بالبالون وتركيب دعامات ويضطر في بعض الحالات لإرسال المريض لإجراء جراحة فالسكر يؤثر على الكفاءة العامة لعضلة القلب مما يؤدي حال عدم العلاج بالطريقة السليمة إلى هبوط عضلة القلب.