الذى يطالع أسماء المرشحين فى انتخابات البرلمان، يصاب بالدهشة والحسرة ويعتصره الألم الشديد، بسبب أن الوجوه، تذكر المرء بالفلول والتيارات الدينية التى يجب أن تزول تماماً من الشارع السياسى. وبصراحة شديدة لقد تملكنى الإحباط الشديد لوجود أسماء كثيرة من رموز الحزب الوطنى المنحل الذى قامت ثورة 25يناير من أجل الإطاحة به والقضاء على الفساد الذى استشرى للركب، بشكل يحتاج إلى حرب شعواء عليه.. والأخطر وجود مرشحين تابعين لتيارات دينية ولو فتشنا فيها جيداً سنجد أنهم ينتمون فى نهاية المطاف إلى جماعة الإخوان الإرهابية، وبسبب ذلك قامت ثورة 30 يونية. يعنى أن الطائفتين تضربان بالثورتين عرض الحائط، وتخرجان الألسنة للمصريين على ما قاموا به، ولا يزال الأمل يحدونا فى إصدار قانون يمنع الفلول والإخوان من الترشح للبرلمان، أو بمعنى أوضح أن يتم تحريك البلاغات «المرطرطة» في مكتب النائب العام وتحريك «الأنذار على يد محضر» الذى تقدم به عدد من المحامين إلى رئيس اللجنة العليا للانتخابات باستبعاد مرشحى الحزب الوطنى.. واستند المحامون إلى أن هؤلاء باتوا من أصحاب السمعة السيئة وبسببهم اندلعت ثورة المصريين.. فهل من الممكن أن تحدث مفارقة الآن خاصة بعد إغلاق باب الترشح، ويتم استبعاد هؤلاء المطعون فى ذمتهم المالية وأصحاب السمعة السيئة؟! الأمل الباقى وهو المهم هو قيام المصريين بحسن اختيار المرشحين، واستبعاد هذه الرموز الفاسدة والذين ينتمون فى جذورهم لجماعة الإخوان الإرهابية.. ولدى قناعة كاملة أن الشعب المصرى العظيم الذى بلغ من الفطام السياسى الكثير لن ينخدع أبداً مهما فعل هؤلاء من تقديم رشاوى انتخابية وخلافه.. ولا يمكن أبداً أن يستوعب المرء غزو هؤلاء البشر الذين انعدمت ضمائرهم للبرلمان بعد هذه السنوات العجاف التى مرت بها البلاد. فعلاً لم يبق أمام المرء سوى الرهان على هذا الشعب العظيم الذى يخيب طموحات الفاسدين والإرهابيين فهو صاحب الحق الوحيد فى أن يسقطهم فى انتخابات البرلمان، وهو قادر على ذلك، فقد سبق وأن أسقطهم من الحكم وشهد له القاصى والدانى على إعجازه، وهو لن يغلب هذه المرة فى إسقاط الفلول والمنتمين للتيارات الدينية، حتى يتم استكمال مسيرة بناء مصر الحديثة التى بدأنا أولى خطواتها.