آفة مصر حالياً هى مظلة المستقلين الذين يتقدمون للترشح لانتخابات مجلس النواب، فتحت هذه المظلة، يتقدم للترشح العاطل والباطل على رأى المثل الشعبى، ولا نستغرب وجود مرشحين من الإرهابيين القتلة أعضاء جماعة الإخوان، ولا نستغرب أكثر أن نجد فاسدين ارتكبوا جرائم فساد تقدموا للترشيح أمثال أعضاء الحزب الوطنى الذين مصوا دماء المصريين على مدار عقود طويلة من الزمن. فعلاً مظلة المستقلين الآن فى الانتخابات البرلمانية هى الكارثة بعينها التى تواجه مصر الآن.. والسبب الحقيقى وراءها هو نظام الانتخابات الفاشل الذى تم اختياره من الأساس، وعندما كنا نصرخ منه عندما تقرر الأخذ بنظام ثمانين فى المائة فردى وعشرين فى المائة قائمة لم يبال أحد وتركونا نضرب رؤوسنا فى الأسفلت كما شرحت فى مقال أمس. الآن نتجرع الويلات ونصرخ من إقدام رموز الحزب الوطنى الفاسدين وأعضاء التيارات الدينية المتطرقة والإخوان الذين تقدموا للترشح، لماذا من الأصل اختيار نظام انتخابى، يعرضنا لما نحن فيه الآن؟!.. الآن لم يعد أمامنا إلا مواجهة هذا الخطر القادم، عن طريق إجراء قانونى عاجل، وهو ما تقدم به عدد من المحامين بشكل إنذار على يد محضر إلى المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة العليا للانتخابات، لوقف هذه المهزلة، بمنع مرشحى الحزب الوطنى.. وقدم المحامون قائمة بالأسماء التى يجب استبعادها، وحتى كتابة هذه السطور، لم نسمع رأياً أو تعليقاً يصدر عن الهيئة العليا للانتخابات. المفروض على اللجنة العليا أو الدولة اتخاذ قرار حاسم وفورى فى هذا الصدد وفى أسرع وقت ممكن، بدلاً من أن تجرى الانتخابات ويفاجأ المصريون بالفلول والإخوان والتيارات الدينية الأخرى، دخلوا البرلمان فى تحدٍ سافر لإرادة المصريين، واستهزاء بثورة الشعب مرتين فى «25 يناير» و«30 يونية»، لو لم تتخذ الدولة موقفاً حاسماً وسريعاً، فسنفاجأ بكارثة حقيقية، وكأنك يا أبازيد ما غزيت، وكأن الثورتين لم تندلعا، وكأن المصريين إرادتهم لم تكن موجودة. ماذا تنتظر الدولة أمام هذا الكابوس المخيف الذى يهدد أمن وسلامة البلاد، النتيجة فى حالة السكوت على مظلة المستقلين هى احتلال الفلول والإخوان للبرلمان.. وهذا يعنى تدمير مكتسبات الثورتين!!