محمود الغندور شاب عاش حياة مرفهة، تخلو من "التطرف الديني"، تخرج فى مدارس علاء الدين الخاصة بالهرم واستكمل دراسته بكلية الحقوق جامعة عين شمس، فجأة تحولت حياته رأساً علي عقب من شاب يهوي التمثيل ويقدم عروضا على مرسح الجامعة ويستمع إلي الأغاني والموسيقي إلي شاب يتبرأ من تصرفاته ويسميها "بالجاهلية" على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي "تويتر". "محمود" كشف تفاصيل رحلته من القاهرة إلى تنظيم "داعش" في سوريا قائلا في تدوينته: "بالنسبة للناس اللي قالت عليا انت كنت ملحد وخارب الدنيا، وبتاع راب وحاجات كتير كده، هو أنا آه في الجاهلية كنت ضايع، بس مش بالأفورة اللي اتقالت دي، بس هل تعلم أن خالد بن الوليد تقبله الله قبل إسلامه، وكان من أسباب انتصار قريش على المسلمين في غزوة أحد، كان من أشد أعداء المسلمين، وبعد إسلامه أصبح قائدا عسكريا، ولقبه الرسول بسيف الله المسلول، واشتهر بعدها بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام"، مضيفاً "أكيد مش بقارن نفسي بيه ولا أزكيه على الله، لكن المقصد أكيد وصل". حياة الغندور قبل انضمامه إلي داعش: بدأ حياته الجامعية في كلية الحقوق عام 2009 بالانضمام لراديو الجامعة، مقدما لبرنامج شبابي خاص بشباب الجامعة، وفي السنة الثانية، انضم لفريق التمثيل، وشارك في مسرحية بعنوان: "الملك القرد"، مسرحية هزلية، وظهر في مشهد "خطة الحكيم"، الذي لقي إعجاب الحضور، ولم يستمر الغندور في فريق التمثيل طويلا، وفي السنة الثالثة اتجه ناحية كرة القدم (حكم راية)، بدوري الدرجة الثالثة. وفي نهاية 2014 ، شارك الغندور في التظاهرات الرافضة للنظام المصري الجديد بعد الإطاحة بحكم "جماعة الإخوان" وتم إلقاء القبض عليه بتهمة الانتماء لجماعة محظورة، لكنه خرج بعد فترة، بعد خروجه من السجن فكر " الغندور" في الانضمام إلى تنظيم "داعش" بشكل رسمى وبالفعل أعلن أنه سافر إلى روما فى 28 ديسمبر 2014 ونشر صورة تشير إلى مغادرته من مطار القاهرة . لماذا انضم "الغندور" إلي "داعش": البيئة التي نشأ فيها الغندور كان لها تأثير مهم في تحويل فكره من شاب "روش" لا يعرف عن الدين كثيرا إلى شاب "متطرف فكرياً" يسافر على حد تعبيره ل"الجهاد"، فقد عاش في منطقة شرق القاهرة "مدينة نصر"، وإلى جانبها "الزيتون، وعين شمس، والمطرية"، من المناطق الأكثر عنفا في القاهرة، ولها تاريخ من العنف وشهدت العديد من التظاهرات المسلحة لجماعة الإخوان. البيئة وحدها ليست الدافع وراء انضمام "الغندور" إلى داعش فعدم معرفته الصحيحة بالدين الإسلامي وتعاليمه جعلته ضحية للكثير من المشايخ السلفيين لكي يغرسوا فيه أفكارهم وتفسيراتهم "المتطرفة" للدين ، حيث قال أحد زملاء الغندور في الكلية :" حتى ظهور حازم أبوإسماعيل والإسلاميين على الساحة السياسية كان الغندور شخصاً عادياً، وبعد فض اعتصام رابعة تغير كلياً إلي شخص آخر. ومن الدوافع أيضا التي ساهمت في انضمام الغندور إلى داعش، هو أن عبدالرحمن عز الناشط الإخواني، ابن عمة محمود الغندور، كان من الداعمين لحازم أبوإسماعيل في عام 2012، وتصدر مسيرات "أولاد أبوإسماعيل"، كان بينها المسيرة التي هاجمت حزب الوفد. رأي الغندور في جرائم داعش: علق الغندور عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" على جريمة ذبح المصريين فى ليبيا، بشماتة وتحريض ضد الجيش المصري حيث قال: "أحسن حاجة فى موضوع ذبح النصارى فى ليبيا على يد أسود الدولة أن الجيش المصرى رشق نفسه فى الحوار.. تعالى يا عسل". علاقة إسلام يكن بالغندور: جمعت الصداقة بين الغندور ويكن، حيث التقيا للمرة الأولى في إحدى صالات الألعاب الرياضية بمدينة نصر، والرحلة الأولى لسوريا كان الغندور برفقة صديقه إسلام يكن، في أوائل عام 2013، انطلقا إلى تركيا، ومنها إلى سوريا، ولم يمر شهر حتي أعلن الغندور انضمامه إلي داعش. وأكد "يكن" عبر صفحاته علي "تويتر" انضمام الغندور إلى داعش، حيث قال: "أحب أوجه رسالة لكل الصحفيين وغيرهم اللى كانوا بيحاولوا يتواصلوا مع أقرب صديق ليا فى مصر محمود الغندور.. هو معى الآن". ونشر "يكن" صوراً تجمعه بصديقه المنضم الجديد لصفوف التنظيم الإرهابى وهم يحملون الأسلحة.