"من فوايد أن موبايلك يقع بين السرير والحيطة أن وأنت بتجيبه هتلاقي الولاعة والمحفظة والمفاتيح وكام جنيه فضة وصاحبتك الأولانية".. "أحسن حاجة فى موضوع ذبح النصارى فى ليبيا على يد أسود الدولة إن الجيش المصرى رشق نفسه فى الحوار".. تدوينتان على الفيس بوك، على صفحة الشاب محمود الغندور، الذي انضم لداعش مؤخراً، الأولى في العام 2012، والثاني منذ عدة أيام، يوضحان حجم التحول الفكري في حياة الشاب القاهري، الذي تربى في حي مدينة نصر الراقي، وتخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس عام 2013، قبل أن يسافر إلى إيطاليا، ومنها لتركيا ومنها لسوريا، وفقاً لتدويناته على صفحته. صفحة محمود على موقع التواصل الاجتماعي التي بدل اسمها من "محمود الغندور" ل"أبو دجانة الغندور"، نموذجا لكيفية تحول شاب من النقيض للنقيض، من الصور السلفي وصوره بين زملائه وزميلاته، إلى كتابات العنف، ونشر صور إسلام يكن، الشاب المصري، الذي رافقه في كلية الحقوق، وانضم لداعش، قبل فترة، ونشر أمس، صورة تجمعه بمحمود في سوريا. ويقول محمود ملخصا حياته على صفحته: "بالنسبة للناس اللى قالت عليا إنت كنت ملحد وخارب الدنيا وبتاع راب وحاجات كتير كده. هو أنا أه فى الجاهلية كنت ضايع بس مش بالأفورة اللى اتقالت دى، بس هل تعلم إن خالد بن الوليد تقبله الله قبل إسلامه كان من أسباب انتصار قريش على المسلمين فى غزوة أحد، وكان من أشد أعداء المسلمين، وبعد إسلامه أصبح قائدا عسكريا ولقبه الرسول بسيف الله المسلول، واشتهر بعدها بحسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام .. أكيد مش بقارن نفسى بيه ولا أذكيه على الله، لكن المقصد أكيد وصل. وأكيد خالد بن الوليد قابل ناس أمثالكم وقالوله نفس اللى اتقالى واللى اتقال لأخوة كثيرين ربنا هداهم بس. الحمد لله الذى هدانا وأنعم علينا بالإسلام ونور العقيدة ورزقنا هدى القرآن وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونسأل الله الثبات والإخلاص". التحق محمود بكلية الحقوق، في العام 2009، تاركا خلفه مدرسة اللغات، التي تخرج فيها قبل الالتحاق بالجامعة، وبدأ حياته الجامعية بالانضمام لراديو الجامعة، مقدما لبرنامج شبابي خاص بشباب الجامعة، وفي السنة الثانية، انضم لفريق التمثيل، وشارك في مسرحية بعنوان: "الملك القرد"، مسرحية هزلية، وظهر في مشهد "خطة الحكيم"، الذي لقي إعجاب الحضور. ولم يستمر الغندور في فريق التمثيل طويلا، وفي السنة الثالثة اتجه ناحية كرة القدم (حكم راية)، بدوري الدرجة الثالثة. وحصل محمود على إعفاء من الخدمة العسكرية، في نهاية عام 2013، وكانت تشهد مصر آنذاك حالة من العنف في الشارع، وشارك في بعض التظاهرات الرافضة للنظام، في 2014، وألقي القبض عليه بتهمة الانتماء للإخوان، لكنه خرج بعد فترة، وظهر في 7 أغسطس الماضي، على إحدى القنوات الفضائية، معلقا على انضمام صديقه "إسلام يكن" لداعش. الحس الديني لدى محمود، كان واضحا، فظهرت صورة لأسامة بن لادن، على صفحته على "فيسبوك"، في 2012، يرثي فيها زعيم تنظيم القاعدة. وقال في تدوينة أخرى، في يناير الماضي: "أول نشاط سياسى قمت به كان يوم استشهاد الطفل محمد الدرة فى فلسطين وكنت ساعتها فى 3 إعدادى ورسمت علم إسرائيل فى كشكول الرسم وحرقته بعد المدرسة.. كنا صغارا ولكن حركتنا الفطرة وستظل تحركنا إلى أن نلقى الله مقبلين غير مدبرين". ويقول أحد زملائه على صفحته، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "محمود الغندور كان ممثل معانا في فريق تمثيل كلية حقوق جامعة عين شمس، كان إنسانا طموحا كان له طموح في المجال الفني والإذاعي في الجامعه وكان كمان ليه طموح في مجال الرياضة، ودا علشان كان بيقول إنه يقرب ل "جمال الغندور" الحكم الدولي يبقى عمه، ودلوقتي انضم لصفوف داعش بعد ما راح كمان سوريا في 2013". يقول أحد زملائه في الجامعة، في تصريحات ل"الوطن": "محمود كان شخصا عاديا، جاء لنا فريق التمثيل في الجامعة، ولم يكن محبوبا بالدرجة الكافية لأنه "كان شايف نفسه شوية"، وبعدها ترك التمثيل، لكن صداقتي به استمرت، وأخر مرة التقيته فيها منذ عام تقريبا، بالقرب من منزله في مدينة نصر، وكان فكره واضح إنه تغير تماماً". فيما يقول آخر، في تصريحات ل"الوطن": "محمود شارك معنا في ثورة 25 يناير، ونزلنا جميعنا الميدان، وكان محباً لحازم صلاح أبو إسماعيل، وتغير محمود فكريا مع ظهوره، لكن مع عزل الدكتور محمد مرسي، الرئيس السابق من منصبه، بدأ يتغير ويشارك في المظاهرات، لكن قبل إقالة مرسي من منصبة وبالتحديد في 2012، كان محمود محباً لحازم صلاح أبو إسماعيل، وتعرف على إسلام في فترة لاحقة، وعقب عزل مرسي، كان عنيفاً في ردوده في أي شيء يخص الإسلاميين". يذكر أن إسلام يكن صديق الغندور، الذي انضم لداعش في وقت سابق، نشر أمس صورا له بصحبة الغندور على صفحته على "تويتر" مرحبا بانضمامه إلى صفوف داعش.