اختلفت الرؤى بين خبراء السياسة ورؤساء الأحزاب فى توقعاتهم للفرص التى قد يحصل عليها كل من عناصر الإخوان وفلول الوطنى، فى حجز مقاعد داخل البرلمان القادم، وتوضيحهم للمحاولات التى سيلجأ اليها الطرفان حتى يتمكنا من الوصول الى قبة البرلمان. فقد توقع عدد من الخبراء السياسيين، لجوء الإخوان لعدة محاولات ليتمكنوا من الحصول على تمثيل قوى فى البرلمان القادم، مستخدمين الأطراف الخفية و«الخلايا النائمة» لتنفيذ خطتهم، و رأى الخبراء ان الطرفين سيتمكنان من دخول البرلمان ولكن بنسبة بسيطة. فيما راهن عدد من الأحزاب على وعى الشعب المصرى فى التصدى لمحاولات تلك الجماعة، معتبرين أنها صفحة و«طويت» من تاريخ مصر ولن تعود مرة أخرى. يقول الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن الإخوان لن يتمكنوا من المنافسة فى السباق البرلمانى القادم من الأساس، موضحا أن الشعب المصرى سيصعب عليهم المهمة لأنهم لن يقبلوا بأن ينتخبوا من أراد لوطنهم الخراب. وتوقع سلامة، أن النسبة التى سيحصل عليها الإخوان فى حالة اعتمادهم على «الخلايا النائمة» لن تتجاوز 5% وحزب النور أيضا لن يحصل على أكثر من تلك النسبة، مضيفًا أن الأحزاب الإسلامية جميعها ستحصل على نسبة ضئيلة جدا بالبرلمان ولن تزيد مطلقا على نسبة 10%. وشدد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، على أن التمثيل الضئيل المتوقع أن يحصل عليه الأحزاب الإسلامية عامة والإخوان خاصة، يقلل من تأثيرها داخل قبة البرلمان، مؤكدا على لجوء الإخوان إلى المزايدات والشد والجذب مع القوى الأخرى ولكن لن يكون لهما ثقل ولن يؤثروا على سير البرلمان. وعن المحاولات التى سيلجأ اليها الطرفان للدخول الى البرلمان،أوضح الدكتور إكرام بدر الدين، استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ان جماعة الاخوان لن تستطيع ان ترشح ايا من الوجوه المعروفة لانها منبوذة قانونيًا باعتبارها جماعة ارهابية، مشيرًا الى انها ستلجأ لعدة حيل لتفادى ذلك ومنها الدفع بالصفوف الثالثة والرابعة غير المألوفه للشعب، أو دعم مرشحين من غير الإخوان ولكن تجمعهم مصالح مشتركة. وفيما يخص الفلول، رأى بدر الدين، خلال تصريحه الخاص ل«الوفد»، ان قيادات الحزب الوطنى والأعضاء البارزين لن يترشحوا لهذا البرلمان، مؤكدًا على دخول عدد كبير من أعضاء الوطنى ممن لم يكن لهم تأثير كبير ولم يثبت تورطهم فى إفساد الحياة السياسية، على مقاعد الفردى، وعدد قليل منهم على قوائم بعض التحالفات. وطالب، استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية،الجهات الرقابية بالاشراف الجيد على الدعاية الانتخابية لكى لا يتم تجاوز الحد الاقصى المقرر. وتنبأ بعدم حصول أى من الإخوان والفلول، على عدد كبير من المقاعد داخل البرلمان القادم، مشيدًا بالدور الشعبى فى اقصاء الفاسدين، قائلا: «ما لم يحققه القانون يمكن ان يحققه الشعب». ومن جانبه قال نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، إنه من المستحيل أن يتمكن الإخوان من المشاركة بالبرلمان القادم، مؤكدا أن الوعى الذى تكون بعد ثورتين عظيمتين سيجعل المصريين يميزون بين من يريد البناء لمصر ومن اتخذ موقف العداء ضد الوطن، مكملا بقوله «لا زيت ولا سكر هيحكموا بعد الآن». وأكد زكى، أن الشعب المصرى أدرك بعد تجارب مريرة، أن من يستخدم الدين قناعًا، يعلن الحرب على الشعب، منوها بأن الأحزاب الإسلامة، التى أطلق عليها وصف «التيار المتاجر بالدين»، لن تحصل على أى تمثيل برلمانى خلال الانتخابات القادمة. وتابع المتحدث باسم حزب التجمع، أن هذا التيار طويت صفحته ولن يعود مرة أخرى، متنبئًا بأن الشعب سيتمكن من اختيار أفضل المرشحين مما يجعله يجنى ثمار ثورتى 25 يناير و30 يونية. كما اتفق معه المهندس محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، على أن الإخوان لن يكون لهم تمثيل كبير فى البرلمان القادم، منوهاً بإمكانية لجوئهم إلى استخدام بعض الأطراف الخفية والأشخاص غير المعروفين بالنسبة للشعب ولكن أفكارهم ورؤيتهم تتفق مع أفكار الجماعة، موضحا أن السلفيين سيتمكنون من حصد عدد محدود من المقاعد البرلمانية ولكن ستكون نسبتهم على استحياء. ورأى رئيس حزب الكرامة، أن البرلمان القادم لن يعبر عن طموحات الشعب المصرى، وأنه لن يرضى الأغلبية العظمى من شرائح الشعب، مشيرًا إلى أن سيادة البرلمان القادم ستتجه إلى المال السياسى وسيكون هناك تمثيل مؤثر للفلول، نافيا أن يكون التيار الإسلامى بالفاعلية التى سيكون عليها الفلول. كما شبه الدكتور أحمد دراج، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير وعضو المكتب السياسى لتحالف 25 -30، الأساليب التى تتبعها جماعة الاخوان بأساليب الحزب الوطنى المنحل، محذرًا من مشكلة «المال السياسى» التى اعتبر انها تمثل العائق ضد طموحات وأحلام الشعب المصرى. وأشار دراج، فى تصريح خاص ل«الوفد»، الى امكانية لجوء الإخوان والفلول للتعاون معًا ضد مصر لتحقيق مصالحهم الشخصية المشتركة، خاصة اذا تمكنوا من حصد عدد كبير من المقاعد داخل قبة البرلمان، مؤكدًا أن «الفلول والإخوان» وجهان لعملة واحدة.