في حواري مع قناة الحياة- أمس وأمس الأول- سلطت الأضواء علي الحصار الذي تتعرض له السعودية- ومعها دول الخليج- وكذلك مصر.. وقلت ان هذا الخطر المشترك هو الذي يضمن بقاء واستمرار التعاون والعلاقات الطيبة بين القاهرة والرياض.. وباقي العواصم الخليجية.. ذلك أن شبه الجزيرة العربية كلها «السعودية.. ودول الخليج الكويتوالبحرين وقطر ودولة الإمارات.. بل وسلطنة عمان» أصبحت هدفاً لمخطط الشرق الأوسط الجديد.. الذي يستهدف تقسيم السعودية نفسها.. ويهدد دول الخليج البترولية. وهذه المخاطر تتعدد. منها التهديد الإيراني الذي يجدد فكرة تصدير الثورة غرباً أي إلي شبه الجزيرة العربية.. ولها مناطق يمكن أن تصبح مناطق انطلاق لها في المنطقة الشرقية من السعودية.. ومنها البحرين بسبب وجود نسبة كبيرة من الشيعة. ولا استبعد هنا تعاون- وتلاقي- أهداف أمريكا مع أحلام إيران للقفز إلي الجزيرة العربية ويكون هذا التعاون الأمريكي- الإيراني ضمن صفقة لمحاولة احتواء أمريكا للدور الإيراني.. وهذا أمر ممكن تماماً الآن لكسر وحدة القرار البترولي لدول شبه الجزيرة!! أليس هذا ممكناً الآن؟! ومع خطورة داعش في الشمال- في العراق وسوريا- وخطورة «القاعدة» التي تكاد تصل إلي شمال السعودية. هناك خطر شيعي آخر، ولكن هذه المرة من الجنوب.. من اليمن. ذلك أن وصول الحوثيين إلي صنعاء ومن ثم إلي عدن، يعني سيطرة الشيعة علي مضيق باب المندب. وبذلك تغلق المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.. هنا لا تكتفي إيران الشيعية بالسيطرة والتحكم علي مضيق هرمز عند المدخل الجنوبي الشرقي للخليج العربي، الذي تصر طهران علي تسميته بالخليج الفارسي! بذلك تسيطر إيران علي أخطر طرق نقل البترول، سواء علي الخليج العربي من العراق شمالاً ثم الكويت وقطر ودولة الإمارات.. كما تسيطر علي المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، أي علي أهم طريق لنقل البترول العربي إلي البحر المتوسط، ومن ثم إلي كل دول أوروبا.. أليس هذا حصاراً شيعياً لدول البترول ذات الأغلبية السنية؟! أم بماذا تطلقون علي هذا الحصار.. وهذا الخطر؟! ولكن لماذا اعتبر وصول الحوثيين إلي باب المندب.. حصاراً علي مصر أيضا.. أقول ان هذا يعني إغلاق الشيعة للمدخل الجنوبي للبحر الأحمر.. أي هو إغلاق لقناة السويس نفسها!! القناة التي تدفع مصر دم قلبها كله لكي تحفر قناة جديدة وتعمق وتطور للقناة الحالية.. وتسيطر بذلك الشيعة علي أخطر ممر بحري في العالم.. وهنا نتذكر لماذا أغلقت مصر باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية عند حرب 1973 مستخدمة أسطولها العسكري. ولهذا السبب تنبهت إسرائيل إلي خطورة باب المندب واستطاعت أن تحصل علي قواعد عسكرية، بحرية وجوية، عند باب المندب.. واسألوا كعب أخيل أي اريتريا.. هذا الموقف يستدعي الإجابة السليمة علي سؤال لم يطرحه أحد ولكنني شرحته في حواري مع قناة الحياة هو: هل تستمر العلاقة الحميمة والقوية بعد رحيل كبير العرب الملك عبدالله وتولي الملك سلمان عرش السعودية. أقول بكل ثقة: إن الخطر الواحد الذي يهدد السعودية، وكل دول الخليج، هو نفسه الذي يهدد مصر الآن.. وفي المستقبل.. ومن صالح الكل أن تستمر هذه العلاقة حتي نتصدي- معاً- لإجهاض المخطط الجديد لإعادة تقسيم المنطقة فيما يعرف الآن: سايكس- بيكو الجديدة.. وإذا كان المبدأ السياسي- الأساسي- يقول إنه ليست هناك عداوة دائمة ولا صداقة دائمة.. فإن هناك مصالح دائمة.. وهذه المصالح المشتركة هي التي تفرض علي مصر والسعودية- ومعهما الإماراتوالكويت- أن يستمر هذا التعاون، بل لابد من تنميته. وهذا يبدأ بأن تحتوي السعودية ومعها دول الخليج وكذلك مصر الأزمة اليمنية الحالية، حتي لا يسيطر الحوثيون علي كل شيء في اليمن.. لذلك لماذا لا تدعو السعودية ومصر معاً لمؤتمر قمة عربي- حقيقي وقوي- لمناقشة الأزمة اليمنية. أي ليس مؤتمراً للكلام والاستعراضات.. ولكن للوصول إلي حل دائم يعيد الأمن والأمان لليمن، تحضره كل الأطراف. وتتفق علي كل شيء.. بسبب خطورة الموقع الجغرافي لليمن.. الذي لو سيطر الشيعة عليه فإنه يحكم الحصار علي كل دول شبه الجزيرة.. وأيضا علي مصر وبالذات قناة السويس.. ولهذا حديث آخر.